السعودية / نبأ – نشرت صحيفة "الهافينغتون بوست" اليوم مقالاً للكاتب جون وايت بعنوان "علاقة بريطانيا مع المملكة العربية السعودية: وصمة عار"، أشار فيه الكاتب إلى أنّ علاقة بريطانيا مع هذا "النّظام الخسيس" بحسب تعبيره، تمثّل إهانة للديمقراطية، متسائلاً: "هل يوجد، أكثر من أي وقت مضى، نظام تسيطر عليه عصابة ملوك متضخمة، خسيس وبغيض إلى هذا الحد؟"، لافتاً إلى "مسؤولية المملكة عن إثارة الفوضى والمذابح خارج حدودها"، إضافةً إلى "الوحشية التي تعامل شعبها بها".
وأضاف الكاتب: "لقد حان الوقت، أن يتحرك المجتمع الدولي، وألاّ يتجاهل تعديها على حقوق الإنسان"، ولفت إلى أنّ "حجم الوحشية والهمجية التي باتت أمراً عادياً في المملكة، ينعكس في عدد الإعدامات المعلنة بقطع الرأس التي تنفذّها"، مشيراً إلى تقرير صادر عن هيومن رايتس ووتش (HRW)، الذي أشار إلى أنّ "المملكة قطعت رأس 19 شخصا في النصف الأول من أغسطس من العام الماضي وحده، ثمانية منهم أدينوا بإرتكاب جرائم غير عنيفة، وسبعة بتهريب المخدرات، وأعدم أحدهم بسبب الشعوذة".
ورأى الكاتب أنّ "تنفيذ أحكام الإعدام بقطع الرأس بالسيف في العلن في القرن الـ21 هو أمرٌ تعدّى الهمجية"، مستشهداً بحديث لسارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا هيومان رايتس ووتش: "كل إعدام مروع، لكن الإعدام على جرائم مثل تهريب المخدرات أو الشعوذة التي تؤدي إلى أية خسائر في الأرواح هي فظيعة للغاية". وتابعت: "وببساطة ليس هناك مبرر لاستمرار استخدام السلطات السعودية عقوبة الإعدام، وخاصة لهذه الأنواع من الجرائم".
وأشار الكاتب إلى حرمان النساء في السعودية، من "أبسط الحقوق التي تتوافق مع المجتمعات المتحضرة"، واصفاً النظام في المملكة أنه "من القرون الوسطى، مدعوماً بأكثر تفاسير الإسلام تطرفاً" بحسب تعبيره، وتابع: "هي الوهابية التي لعبت دوراً كبيراً في نشر الأصولية الدينية"، وأشار جون وايت إلى أنّ "المملكة كانت مصدر لـ"التبرعات" والأموال التي تدفقت إلى خزائن "داعش"، ما مكّن ورسّخ وجود هذه الجماعة الإرهابية التي حوّلت المنطقة إلى مقبرة لكل من لا يتشاركهم أيديولوجيتهم السامة، سواء أكان مسلماً أم غير مسلم".
ولفت وايت، إلى أنّ المملكة لا تزال، إضافة إلى ما سبق، "حليفاً إستراتيجياً وثيقاً وشريكاً إقتصادياً مع الحكومات الغربية، بما في ذلك فرنسا"، معتبراً أنها "تحالفات تنطوي على الإنحلال والنفاق، وخاصة في ضوء مذبحة "تشارلي ابدو" التي نُفذت بإسم الأيديولوجية نفسها التي كانت تدعم وجود المملكة".
وذكرت الكاتب أنّ في فبراير من العام الماضي، "وافقت شركة الدفاع البريطانية "BAE" على صفقة لتزويد السعوديين بمقاتلات تايفون 72، بتكلفة تفوق سبعة مليار دولار، وتم الاتفاق على صفقة في نفس الوقت تقريبا كما دفعت الأمير تشارلز إلى زيارة إلى المملكة العربية السعودية". وذكر أنّ "الأمير تشارلز نفى ردا على سؤال، وجود أي علاقة بين صفقة BAE وزيارته السعودية".
وأشار الكاتب في صحيفة الـ"الهافينغتون بوست" إلى أنّ "الممكلة كانت في الواقع سوقاً مربحاً جداً لشركات الأسلحة البريطانية على مر السنين"، لافتاً إلى "كتاب بلوتو لنيكولاس جلبي البريطاني "الخداع في الأماكن العالية"، الذي يتتبع الصفقات السرية و "اللجان" التي تتخللها العلاقة الغامضة بين المؤسسات الحكومية والبريطانية الأسلحة السعودية وممثليهم، من بينهم أعضاء في الحكومة البريطانية و العائلة المالكة".
ويدعي جلبي، بحسب الصحيفة، أن مختلف الأمراء السعوديين تلقّوا عشرات الملايين من الجنيهات في ما يسمى "اللجان" كمكافأة لمنح عقود أسلحة للشركات البريطانية، لافتة أنّهم تلقوا أكثر من 60 مليون جنيه استرليني من الهبات والنقد من BAE، بين عامي 1989 و 2002، حسبما كشف.
وتابع وايت: "إن الحكومة البريطانية لديها المعرفة الكاملة للجحيم الذي يضّطر مواطنيها تحمله، حيث أنّه شعب يحاضر في بقية العالم عن الديمقراطية وحقوق الإنسان"، مشيراً إلى أنّ "العلاقة مع المملكة باتت مجرد إضافة طبقة إضافية من النفاق إلى المعادلة".
وأشار الكاتب أنّ "المملكة العربية السعودية (البلد الوحيد في العالم الذي يحمل اسم عائلة) هي مجرد محطة وقود، تم إنشائها منذ 1930"، مشيراً إلى أنّ "شركات النفط الأمريكية الحالية في البلاد كانت قبل تأسيس سفارة الولايات المتحدة في الرياض في عام 1944، وتقع في مقر شركة النفط العربية الأمريكية (أرامكو)".
وإعتبر هذه العلاقة الوثيقة بين المصالح النفطية الأمريكية والسعوديين "تملي سياسة حكومة الولايات المتحدة في المنطقة إلى حد كبير". مشيراً إلى "كتاب ذائع بيت بوش، آل سعود (2004) للصحفي الأمريكي كريغ أنغر الذي يشكك في تفسيرات 11 أيلول".
وشبّه الكاتب قطع الرؤوس العامة، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتمويل الإرهاب، وصفقات الأسلحة، والرشاوى، والاتصالات مع العائلة المالكة البريطانية والرائدة في الولايات المتحدة من شخصيات سياسية وإجتماعية بـ"مؤامرة من فيلم هوليوود".
وخلص جون وايت مقالة بأنّ اتخاذ أي موقف ضد البربرية التي اندلعت في شوارع باريس الأسبوع الماضي، دون اتخاذ موقف ضد المملكة العربية السعودية وكل ما تمثل، هو أكثر من النفاق".