من لا يعرف ما يجري في الداخل السعودي من قمع واستبداد يجهل حقيقة هذا النظام بالكامل، ويكاد يبدي إعجابه بل ويصفق لإقامة مؤتمرات وفعاليات، كالمؤتمر الدولي بعنوان “التواصل مع إدارات الشؤون الدينية والإفتاء والمشيخات في العالم وما في حكمها، تواصل وتكامل”، الذي اختتم أعماله يوم الاثنين 14 آب/أغسطس 2023 في مكة المكرمة.
لا تمتّ المحاور التي تضمّنها المؤتمر إلى الواقع السعودي بصلة، إذ تناولت مواضيع كترسيخ منهج الوسطية والاعتدال ومحاربة الغلو والتطرف والانحلال والإلحاد.
هذه المحاور التي تدّعي السعودية العمل على تطبيقها، هي نفسها التي تحاربها وتستهدفها في سياستها المتَّبعة من قِبَل آل سعود، الذين يحاربون كل ذي فكر مختلف أو شعبية كبيرة. وما الاعتقالات الأخيرة بحق ثلّة من الناشطين والمؤثرين، مثل الدكتور محمد الحاجي والشيخ مالك الميلاد والرادود مصطفى الفرج، إلّا إثبات للتطرف والعنجهية السعودية.
وكيف يمكن لنظام يهجّر شعبه بهدف التغيير الديمغرافي لمآرب سياسية وطائفية، ويمارس لتحقيق ذلك أقسى وأشد الإجراءات القمعية من هدم وتجريف وتشريد كحال أبناء القطيف والأحساء وقبلهم جدة والحويطات، كيف له أنْ يتحدّث عن قيم التعايش والتسامح؟
أمّا ادّعاء النظام مكافحة التطرّف والإرهاب، فتلك مسألة باتت ظاهرة للعالم كله ولا يحتاج الفكر الوهابي السعودي إلى دليل يدل عليه.