إلى جانب تحركاته العسكرية على الأرض وتمدده أخيراً من سوريا إلى بلاد الرافدين، يملك تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق “داعش” دستوره الخاص المكون من عشرات الفتاوى والمبادئ والقوانين المتشددة على نحو جعل بعض المراقبين يصفون فكر تنظيم القاعدة بأنه “معتدل” مقارنةً بداعش.
ويرصد باحثون متخصصون في شؤون الجماعات الإسلامية أشهر هذه النصوص والفتاوى التي يطبقها التنظيم في كل مدينة يسيطر عليها.
وفي شأن مفهوم العدو والقتال، يبدأ الجهاد بالعدو القريب “أي الحكام المسلمين”، وليس “العدو البعيد” أي الروس والأمريكيين والأوروبيين.
أما إقامة الدولة الإسلامية على كل أرض يتم تحريرها فهذا شأن مفروغ منه، ثم الانتقال إلى أراض أخرى فيها نفس الظروف، حتى يتم تحرير جميع الأراضي وتُقام الخلافة الإسلامية الراشدة.
ثم تأتي مسألة عدم الاعتراف بالحدود بين الدول الإسلامية، فـ “الدين كله لله وكلمته هي العليا ومن منع ذلك أصبح قتاله واجباً، بالإضافة إلى جواز قتل المسلم إذا تمترس وراءه الكافر”.
أما فيما يتعلق بالمسيحيين والأقليات غير المسلمة، فالجزية واجبة علي الأقليات غير المسلمة في المجتمعات الإسلامية “أهل الذمة”، ويوقع كل منهم على عهد ذمي يقضي بدفع 13 جراماً من الذهب، على أن يدفع فقراء المسيحيين ربع هذا المبلغ.
وكذلك يُمنع ترميم الكنائس المهدمة أو رسم الصليب أو رفع الصوت أثناء الصلاة المسيحية، ومنع غير المسلمين من حمل السلاح حتى لو كان بغرض الدفاع عن النفس. وعلى صعيد المرأة والمجتمع، يفرض دستور داعش النقاب الأسود السميك على المرأة، وأي تهاون في درجة سمك النقاب تؤدي بصاحبته إلي الاعتقال، مع حظر ارتداء الجينز والكنزة على النساء واستبدالهما بالعباءة والبرقع، واقتصار ملابس الجلد على الفتيات اللواتي تظهر حواجبهن من تحت النقاب.
ويتم إغلاق محال الحلاقة الرجالي ومنع الشباب من تصفيف شعورهم على الطريق الحديثة، مع حظر تدخين السجائر والنرجيلة ومنع اختلاط الجنسين في أي مكان وتحت أي ظرف. ويُجلد 70 جلدة كل مَن يقول أو يتداول كلمة داعش، إذ عليه أن يقول “الدولة الإسلامية في العراق والشام”.