“مرحباً بكم في الجحيم”، عنوان تقريرٍ لمنظمة “بتسيلم” صدر في 5 آب/أغسطس 2024 يؤكد الاستخدام الممنهَج لتعذيب تقوم به حكومة بنيامين نتنياهو في السجون الإسرائيلية بحقّ المعتقَلين الفلسطينيين، إذ يوجد في أقبية الاحتلال الإسرائيلي أكثر من 9000 أسير، قُتل منهم حوالي 60 تحت التنكيل والضَيم.
وحيث لا حسيب ولا رقيب، أجمعَت شهادات الأسرى الفلسطينيين بعد الإفراج عنهم على مُمارسة السجّانين لساديّة ونازية حقيقيّتَين. يقول أحدهم إنّهم حُوِّلوا لفرائس أمام وحوش مسعورة، تلذّذت بجوعهم وعطَشهم وصراخهم ومرضهم، في رحلة موت منذ لحظة الاعتقال. ويقول أسير آخر: “كُسرت عظامنا وفُتحت رؤوسنا وسالت الدماء من كل أجسادنا”.
ومن دون أدنى رقابة، يعتقل الاحتلال الأطفال ويقوم بقتل وترهيب من هم من ذوي الحاجات الخاصة، مُستخدماً كلاباً شرسة كوسيلة للمساعدة.
وبحسب المنظمة، فإنّ أبرز أشكال التعذيب الشائعة كانت: التقييد إلى حد النزيف وبتر الأعضاء، الضرب الوحشي الذي لا يستثني المناطق الحساسة، الاعتداء الجنسي والصعق الكهربائي.
وباتفاق المؤسّسات والمنظمات المَعنية بشؤون الأسرى الفلسطينيين، فإلى جانب التجويع والتعطيش، فإنّهم يُحرَمون من العلاج الطبي أيضاً.
أمّا أبرز نتائج هذا الإجرام المُتعمَّد، فتظهر في استشهاد الأسرى، بتر الأعضاء، فقدان الذاكرة، الإغماء والنزيف، النقصان في الوزن، وغيرها. فهل مِن رادع يُخَلّصُهم مِن براثن مَن لا ينتمون إلى “البشر”؟