لبنان / نبأ – أوضح الشيخ ماهر حمود، أمين عام إتحاد علماء المقاومة، وخطيب مسجد القدس في صيدا أن "اكثرية ساحقة تتجاوز الحدود على مساحات واسعة من العالمين الاسلامي والعربي، تتبنى مقولات فاسدة وتستند الى معلومات وافتراضات خيالية خاطئة، وتعيش جاهلية جديدة بشكل او بآخر".
ولفت حمود إلى أن "هذا ما نراه من خلال تعاطف لا يخفى على مراقب: تعاطف مع العدوان السعودي – العربي، الأميركي، الأممي على اليمن، تعاطف يرتدي ثوب العروبة والتصدي للمشروع "الفارسي" المشبوه، ويقف سدا منيعا "امام محاولة تشييع" الامة العربية و "تفريسها".
ورأى أن "الانسان يعجب لهذا الحجم من التخلف العربي الذي يكتسح العقول والنفوس ويشكل حاجزا ضيقا ضعيفا امام كل محاولة للإصلاح، وأهل الحق على قلتهم وكأنهم غرباء في اوطانهم ومجتمعاتهم تماما كما قال النبي "ع": بدأ هذا الدين غريبا وسيعود غريبا، كما بدأ فطوبى للغرباء. كنا نرى ان هذا الحديث ينطبق على فترة الستينات وأوائل السبعينات، مثلا حيث كان التدّين نادرا جدا والمصلون في كل مسجد يعدون على اصابع اليد الواحدة، ولم نكن نتوقع ان يكون الدين غريبا بين المصلين انفسهم وبين المتدينين انفسهم، بل وعلماء الدين، فلا يدفعهم دينهم ليقفوا الموقف الذي يمليه عليهم الدين وشهادة الحق، بل يقفون الموقف الذي تمليه المصلحة الشخصية او الحزبية او المشاعر الغريزية المذهبية والطائفية، بحيث فعلا يشعر اهل اصحاب الموقف الاسلامي السليم انفسهم غرباء في مجتمع المجانين"، لافتاً الى اننا "شعرنا بهذه الغربة او بمثلها عند الاجتياح الإسرائيلي، حيث كنا شبه غرباء في مجتمع يرى المقاومة انتحارا تحت شعار "العين لا تقاوم المخرز"، ثم شعرنا بمثلها ايضا عند توقيع اتفاق 17 ايار والجميع يقول: هذا افضل ما يمكن، وشعرنا ايضا بمثلها في الاعوام 1993 "عملية تصفية الحساب" وعام 1996 "عناقيد الغضب" و 2006 "عدوان تموز"، وبعد كل مرحلة من هذه المراحل كان رأينا هو الصحيح ورأي غيرنا هو الخطأ"، موضحاً ان "الذي نراه انه لن يمر وقت طويل حتى يظهر للجميع ان ما يحصل اليوم هو عدوان على اليمن، وليس انتصارا للعروبة وليس مواجهة لمشروع مزعوم، انما حلقة من حلقات المؤامرة الاميركية المتلاحقة، وهدفها تدمير بلادنا وتمزيقها ودفعنا الى الوراء".
وإعتبر حمود أن "نفس الامر يمكن ان ينطبق على فكرة العدالة المشوهة التي ينفق عليها اللبنانيون "دم قلبهم"، وفضحت مرة بعد مرة بشهود الزور والظلم الواضح والانحياز الى الباطل والتعامل مع عملاء المخابرات المركزية الاميركية "CIA".
وتسائل: "هل كنا نحتاج الى مرافعة كرمى خياط الرائعة لنعلم اين الحق وأين الباطل ام على قلوب اقفالها؟، اليس في تيار "المستقبل" او في قوى 14 آذار رجل رشيد واحد يوقف هذه المهزلة ويوقف هذا النزف المستمر للمال اللبناني المهدور ولوقت اللبنانيين وجهدهم وللعدالة وأهدافها؟ ولا نزال نسمع اصوات نشاز تدعي ان هذه المحكمة ستكشف الحقيقة وستفضح القتلة وتعاقبهم".
أما عن تصعيد بعض شخصيات المستقبل وقوى "14 آذار" الذين رفعوا اللهجة في وجه "حزب الله" وايران فأمر غير مستغرب، بل هو طبيعي، والذي يشعرنا بالاطمئنان ان بعض هؤلاء يرسل من تحت الطاولة عذره قائلا: لا تؤاخذوننا نحن مضطرون للوقوف مع السعودية ولا خيار لنا"، معتبراً ان "مثل هذا الامر يجعلك تطمئن ان هؤلاء يقومون بهذا الامر مضطرين وليس عن قناعة".
أما تهديد اللبنانيين بأرزاقهم اذا ما بقيت اصوات لبنانية ترتفع في وجه السعودية وتذكير اللبنانيين ان هنالك حوالي 200 الف لبناني يعملون في السعودية ويدعمون بأموالهم اقتصاد لبنان، فنقول لهم: "عندما حرم تعالى على المشركين دخول مكة في العام العاشر للهجرة، خاف اهل مكة على اقتصاد بلدهم المعتمد على العرب الذين يقصدون مكة من كل حدب وصوب، فكانت هذه الآية تذكيرا لهم بأن الرزق رزق الله والمال مال الله وليس مال الامراء والملوك، فلا تهددوا لبنان برزق ابنائه والآيات امامكم واضحة وضوح الشمس".
أما عن شعار الدفاع عن اهل السنة فنحن نرضى أن يطبق السعوديون الاسلام على مذهب الوهابي: هل يُجيز المذهب الوهابي احتفاظ الملوك والأمراء بهذه الثروات الهائلة من مال المسلمين؟ هل يُجيز المذهب الوهابي ان نكون اتباعا للسياسة الأميركية؟ وأي وهابية أدق؟ الوهابية التي تكفر الملوك وتأمر بجهادهم ام الوهابية التي تعتبر الملك ولي امر واجب الطاعة، افيدونا ايها الناس.