ألمانيا / نبأ – أكدت صحيفة "هندلز بلات" الألمانية أن الغرب بحاجة إلى قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني بإعتباره شخصية إستراتيجية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية لمواجهة عصابة داعش الإرهابية مشيرة إلى قوته ونفوذه وتدبيره ورغم أنه قليل الكلام إلا أن كلامه قلما فقد تأثيره على الآخرين بما فيها تصريحاته المؤثرة التى أكد فيها قرب نهاية عصابة داعش الإرهابية في شهر شباط الماضي.
ووفقاً لوكالة تنسيم الإيرانية أشارت الصحیفة إلی تزاید قوة قائد فیلق القدس الذي إعتبرته بأنه جنرال قوي وناجح وأکدت أن ظهوره في الأماکن العامة نادر للغایة، وأکدت أنه یختار کلماته ومفرداته وکل حرکاته وسکناته بمنتهی الدقة.
وأشارت الصحیفة الألمانیة إلی العملیات التي نفذتها القوات المسلحة العراقیة ومعها الأکراد بینها القوات التي تخضع لإمرة اللواء سلیماني لتحریر مدینة تکریت الإستراتیجیة قبل حوالي أسبوعین.
وأکدت أن سلیماني أعاد هذه المدینة المهزومة أمام عصابة داعش إلی أرض العراق بعد تکبید داعش خسائر جسیمة ومثل هذا العمل لا یتم الا علی ید هذا الرجل.
وتابعت قائلة "أن سلیماني الذي یبدو أکثر تأثیراً في صوره الحقیقیة یعتبر المقاتل المعروف ضد داعش في الأراضي العراقیة".
وأشار کاتب المقال إلی جانب من السیرة الذاتیة للواء سلیماني وقال: "إنه یتولی قیادة فیلق القدس منذ عام 2009 ویقاتل في الجبهة المعارضة لداعش بالإضافة إلی أنه یقاتل ضد الغرب في جبهة الرئیس السوري بشار الأسد بصورة غیر مباشرة".
وأکد أن الأمریکان الذین لم یتحدثوا عن ذلك منذ أمد طویل إلا أنهم یقبلون بمساعدات سلیماني ضد داعش بکل رغبة وترحیب رغم أنه قلما شاهد أحد هذا القائد العسکري.
ویأتی ذلك في الوقت الذي تعرب فیه بعض الدول في المنطقة عن قلق الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة للحکومة العراقیة في التصدی لعصابة داعش الإجرامیة حیث أن وزیر الخارجیة السعودي قد أعرب عن قلقه لمساعدات طهران في التصدی لهذه العصابة في مدینة تکریت وزعم أن إیران ترید الإستحواذ علی العراق.
وقالت: "إن هذا الجنرال یحضر الصلاة في المسجد ویقف في الصف الثاني من المصلین وقد إنهمرت دموعه علی خدیه لدی مشارکته فی مراسم تشییع جثمان أحد زملائه".
وأکدت أن اللواء سلیماني لیس بالرجل الذي یتکلم کثیراً إلا أن کلامه القلیل قلما فقد تأثیره علی الآخرین مشیرة إلی أحد تصریحاته المؤثرة التي أدلی بها في شهر شباط الماضي عندما أعلن قرب نهایة عصابة داعش الإرهابیة.
ووصفت هذه الصحیفة الألمانیة اللواء سلیماني بأنه الید الیمنی للمرجع الديني وقائد الثورة الإسلامیة سماحة آیة الله العظمی السيد على الخامنئي في إیران ویدافع عنها في الکثیر من الجبهات، ورأت أنه یعتبر مظهر وأسطورة أکبر هاجس للدول العربیة في الخلیج.
وأشارت "هندلز بلات" الألمانية إلی القلق الذي یستولي علی بعض هذه الدول وخاصة السعودیة من تعاظم نفوذ إیران الإسلامیة في کل من سوریا والعراق ولیبیا والیمن وزیادة نفوذها الإقلیمي في إطار المفاوضات النوویة التي تجریها طهران مع السداسیة الدولیة أمام هبوط نفوذ الریاض في المنطقة.
وأشار کاتب المقال في الصحیفة الألمانیة إلی الفتور الذي تشهده العلاقات بین إیران الإسلامیة وترکیا التي تعتبر القوة الثانیة غیر العربیة في المنطقة، وإنتقدت طهران لدورها الذي زعمت أنه یرید الإستیلاء علی المنطقة فیما شاطرتها في هذا الرأی کل من السعودیة وبعض الدول العربیة في الخلیج.
ووصفت الصحیفة الألمانیة اللواء سلیماني بأنه المفکر العسکري الذي یحظی بثقة الإمام الخامنئي وکبار الساسة الإیرانیین وزعمت أن سماحته وخلافاً للکثیر من المسؤولین قد فسح له المجال في تنفیذ العملیات.
وقد زعم أحد الضباط السابقین فی وکالة المخابرات المرکزیة الامریکیة الـ"CIA" في بغداد أن اللواء سلیماني بإمکانه زرع بذور الخوف في نفوس الساسة معتبراً إیاه بأنه أکثر الإستراتیجیین نفوذاً بمنطقة الشرق الأوسط. وأما الرئیس السابق لجهاز الموساد الصهیوني مائیر دوغان فقد إعتبره بأنه الخیار الذکي.
وأشار الکاتب في المجلة إلی النجاح الکبیر الذي حققه اللواء سلیماني في الجیش الإیراني وتقدمه السریع المذهل مشدداً علی أن قوته لایمکن حصرها في ساحة الجهاد بل لدوره في ربط الشبکات الکبیرة والتنظیمات بالجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة.