مقدمة المسائية | مع الهدنة تكون الرياض قد كشفت عن ثوبها المرقع

مع هذه الهدنة الإنسانيّة، تكون الرّياضُ قد كشفت عن ثوبها المرقَّعِ الذي لا يستر سوءاتها.

السّعوديّة لا ترغبُ في إنهاءِ العدوانِ الآن، وفي هذه اللّحظةِ بالذّات. لا تريدُ أن تخرجَ وهي تجرُّ أذيالَ الهزيمةِ الكاملة، ويؤلمها حتّى الآن؛ أنّها عاجزةٌ عن النّجاح في تحقيقِ هدفٍ واحدٍ من أهدافها المعلنة.

ورقتها الوحيدةُ هي القصف الجويّ، والاستمرار في إنزال القنابلِ على اليمنيين. وورقة الجيش اليمنيّ ومنْ معه هو التمسّك بالأرض اليمنيّة، والسّيطرة عليها، مع توغّل موازٍ تقوم به القبائلُ وأبناءُ المناطق الحدوديّة إلى الدّاخل السّعوديّ.

في الإستراتيجيّات العسكريّة، منْ يملك الأرض هو الفائز.. واليمنيّون ملكوا أرضهم، ومدّوا أيديهم دفاعاً إلى داخل الحدود السّعوديّة.. وتلك هي الحقيقةُ التي تجعل الرّياض في حيرةٍ كبرى، لا يُخلّصها منها إلا إخفاءُ رأسها في الطائرات الحربيّة، والتنفّس قليلاً بإعلان ملغومٍ للهدنة.

الأميريكيّون سيمنحون آل سعود الغطاءَ الذين يريدون لمواصلة الحرب في اليمن، وفي الوقتِ الذي تشاء المملكة بعد كامب ديفيد، وذلك في مقابل رضوخ الرّياض للاتفاق النووي الإيرانيّ.

وتلك في نظر صقور السعودية قسمة ضيزى.

الصّقور الذين يحلّون اليوم في واشنطن يُراد لهم أن يمدّوا أيديهم أمام سيد البيت الأبيض، لا لتُخلع مخالبهم، وإنما لكي يتم طلْيها بألوانٍ أقلّ بشاعةً من ألوان الموت التي صَبغت أثوابَ ولاةِ العهدِ والطوابير التي تقف من ورائهم..