السعودية / نبأ – وإن يشر الإعلام السعودي الرسمي إلى استهداف اليمنيين لمناطق الحد الجنوبي، فإن الأنباء تقدم على أن ما جرى ويجري، لا يعدو كونه بعضاً من التصرفات الإنتقامية المحدودة، لكن الوقائع على الأرض من نجران إلى جازان، تزيح التكتم المفروض عن حقيقة ما يحدث، وتسقط معها منطق النظام السعودي المتمسك باعتبار طريق الحرب والعدوان سبيلاً لحماية نفسه وتثبيت الإستقرار على أرضه قبل الأراضي اليمنية.
مساحات من الأراضي الواقعة عند الحد الجنوبي خرجت من سلطة القوات العسكرية السعودية تماماً، ومساحات أوسع باتت اليوم تحت مرمى نيران أبناء المناطق اليمنية الشمالية، قوات إنهزم بعضها وفر بعضها الآخر، لا تحتاج هذه الرواية إلى الكثير من الأدلة لتجلية حقيقة الصورة، إرسال قوات الحرس الوطني، ومن بعدها تعزيز الجبهة بما يسمى بالقوة الضاربة التي لحقت الحرس في جولات الهزائم، لم يكن كل ذلك لولا أن الأوضاع على درجة من الخطورة، تستدعي أن ترمي الحكومة السعودية بكل ثقلها في ميدان المعركة.
تتعزز الصورة القاتمة جنوباً بمشاهد حية بثها المقاتلون اليمنيون من داخل مواقع عسكرية سعودية، وتظهر سيطرتهم على بعض النقاط، واستيلاءهم على كمية من العتاد العسكري.
جازان وما تضم من مرفأ ومنشأة نفطية كبرى هي قيد الإنشاء، وصولاً إلى منطقة عسير وبوابتها خميس مشيط التي باتت تحت مرمى النيران اليمنية، فضلاً عن نجران المدينة ومحيطها.
كل تلك الحقائق التي يعتم عليها النظام السعودي وإعلامه، حتى لا يواجه بالأسئلة التي تزداد مشروعية، ولو من باب مصلحة المواطن السعودي فقط، وبعيداً من المشروعية الإنسانية والأخلاقية للعدوان على الشعب اليمني، ماذا قدّم هذا العدوان سوى الإرتداد العكسي؟ وهل عاد على المملكة بغير انقلاب السحر على الساحر؟