مقدمة المسائية | الشّهداءُ الممتدون من الدالوة إلى القُديح لازالوا ينتظرون نهاية الجريمة

سقطَ جدارُ الخوف.
صوتُ الشّهداءِ كسرَ الجدران كلّها..
صوتُ الشّهداء هزّ أركانَ صالة القطيف للمناسبات، وتفجّرَ من أعلاها الغضبُ الشّعبيّ الذي هدَر بعشراتٍ من الألوف يوم التّشييع العظيم..
لم يجد صاحب الكبرياءِ والبطش من حيلةٍ يتظاهرُ فيها بالسموِّ والتّسامح.. خرجَ من فمه الوعيدُ، ظنّاً منه بأنّ نظراته الحادّة، وملامحه القاسية، وأنفه المتعالي.. سيُجبرُ أهالي الشّهداء على الاختباء خلف الأوهامِ من جديد..
الوعيدُ ذهب مع الرّيح.. ودماء الشّهداء ضخّت في القلوبِ والعقولِ روحاً جديدةً لا يمكن لرجالات البطش أن تُرعبها، ولا لقنوات الفتنةِ أن تُركعها، ولا لصحف الأضاليل أن تُشوِّش عليها…

اليوم ليس كالأمس.. والأرضُ التي كانت تهتزّ خوفاً حينما كان يطؤها محمد بن نايف.. هذه الأرض أضحت أقوى وأكثرَ إباءاً، وإلى حدٍّ خشى فيه السّفاحُ أن يطأها ليُقدِّم العزاء، واختار آخر بقعةٍ على أطرافٍ القطيف ليقيم مسرحيته الهزليّة التي فضحها الشهداء ومن حيث لا يحتسبُ صاحبُ الظلِّ الثقيل…

إلا أنّ الحكايةَ لم تنتهِ بعد.. الشّهداءُ الممتدون من الدالوة إلى القُديح لازالوا ينتظرون نهاية الجريمة.. ولا نهاية إلا برحيل المجرم الحقيقيّ الذي ضجّت باسمه الألوف المؤلّفة في يوم التشييع.. وستُعيد التذكير باسمه كاملاً واضحاً في ختام عزاء الشهداء.. وإن غدا لناظره قريب…