السعودية/ نبأ- قالت مجلة "ذي أتلانتك" الأمريكية، في تقرير حمل عنوان "إسرائيل والسعودية: معا أخيرا؟"، أن معارضة المفاوضات الجارية بشأن برنامج إيران النووي ساعدت في توحيد حليفتين لأمريكا كانتا معاديتين لبعضهما البعض منذ فترة طويلة.
وقالت المجلة إن الولايات المتحدة تلاحظ تقدما مثيرا للإعجاب في تحالفاتها الإقليمية هذا الشهر، ويرجع الفضل في ذلك إلى الجهد المبذول للتوصل إلى اتفاق دائم مع إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل، وهو ما أربك منطقة الشرق الأوسط بشكل ساهم في تسريع التقارب بين إسرائيل والدول العربية.
ولفتت المجلة إلى أن إسرائيل والسعودية لم تقما أبدا علاقات دبلوماسية مع بعضهما البعض، لكنهما كشفتا يوم الخميس الماضي أمام مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي عن إجراء خمسة اجتماعات دبلوماسية سرية حول إيران منذ عام 2014، وجاء هذا الكشف على لسان أنور عشقي، عسكري متقاعد والمستشار السابق للسفير السعودي السابق لدى واشنطن الأمير بندر بن سلطان، ودوري غولد، السفير الإسرائيلي السابق لدى الأمم المتحدة.
وتتشارك إسرائيل والسعودية المخاوف من أن الاتفاق النووي مع إيران ربما يعطيها مساحة للمناورة ويمهد لها الطريق للحصول على أسلحة نووية، وكذلك تقلقان إزاء تصاعد مكانة إيران كقوة إقليمية.
قال دوري غولد: "موقفنا الآن في هذه المرحلة لا يعني أننا حللنا جميع الخلافات التي تقسامتها بلداننا على مر السنين، لكننا نأمل في أن نستطيع معالجة هذه المشاكل بشكل كامل خلال السنوات المقبلة".
وأشار أنور عشقي في تصريحاته إلى تاريخ الشرق الأوسط، ملقيا الضوء على ما اعتبره خطة الإمبراطورية الإيرانية، وحدد خطة مكونة من 7 نقاط للسلام في المنطقة، يبدأها بالسلام بين إسرائيل والبلدان العربية، ومن ثم تغيير النظام في إيران، وكذلك تشتمل الخطة على إنشاء دولة جديدة من كردستان الكبرى التي تضم أجزاء من إيرن والعراق وتركيا".
وإذا كان التقارب حقيقيا، فإن السعودية بذلك تفضل مناقشة مسألة إيران مع إسرائيل وليس مع الإدارة الأمريكية التي تقدم الكثير لطهران، وهذا يشير إلى أن الاتفاقية النووية تمثل عائقا أمام الولايات المتحدة وحلفائها.
واختتمت المجلة بالقول إن واشنطن ربما ترى أخير انفراجة في العلاقات الإسرائيلية – السعودية، لكن هذا فقط يدل على ضرورة حرص أمريكا على تحالفاتها الإقليمية عند ممارسة سياستها الخارجية.