الكويت / نبأ – التفجيرات والعمليات المتنقلة من شوارع الرياض فمساجد المنطقة الشرقية إلى آخرها في الكويت، أحداث تنبؤ بانتشار رقعتها وتوسع دائرتها يوماً بعد آخر، أن تنظيم داعش التكفيري، دخل مرحلة جديدة من المقدرة على التحرك، مرحلة توسع فيها هامش الأرضية التي ينشط عليها عناصر التنظيم في دول الخليج.
ليس تفجير الكويت أول التفجيرات في المنطقة، وليس تفجير مسجد الإمام الصادق عملاً لم يكن في الحسبان أو احتمالاً مستبعداً وغير وارد. ففي الكويت بعد تفجيرات مساجد اليمن والسعودية، كانت السلطات الكويتية تتخوف من أعمال مشابهة في إقليمها، ما حدى بها إلى اتخاذ إجراءات وقائية، تمثلت بتركيب كاميرات المراقبة في الأماكن العامة.
إجراءات لم تفلح في ردع الإرهابيين المهاجمين، اللافت أن الإنتحاري المنفذ فهد سليمان القباع ذا الثلاثة والعشرين عاماً والسجل الأمني النظيف، تمكن من تجاوز إجراءات ثلاث دول قبل أن يصل إلى منطقة الصوابر بالكويت، وهو المؤشر الأول على فشل الإجراءات الوقائية في الكويت كما في البحرين والسعودية.
فشل مردّه إلى عوامل عدّة تجعل من الأمن الوقائي الإستباقي، غائب الفعالية، ومنعدم الجدية، لما انتهجته السلطات في الكويت كما في باقي الدول الخليجية من لا مبالاة وحيادية، وإجراءات تقليدية تقتصر على الجانب الأمني فحسب، ولا تتعداه إلى تحصين الإختراقات الفكرية، أو السياسية كما حدث في التعاطي مع الأحداث السورية.
تدقيق أعمق في شخصية الإنتحاري، تكشف عن أن إثارة فهد سليمان القباع للشكوك أمر بديهي، عند معرفة أنه أولاً كان من النشطاء في تجمعات المطالبة بإطلاق المعتقلين المتشددين داخل المملكة مع صالح القشعمي، الإنتحاري منفذ الإعتداء على مسجد القديح.
يشترك القباع مع القشعمي بأمر آخر ربما كان هو الدافع لنشاطهما الأول، وهو أن الكثير من أقاربهما معتقلون في قضايا الأمن والإرهاب، تأثر القماع بأخواله الموقوفين وصل وفق أحد أقاربه إلى محاولته السفر إلى العراق أو سورية، ورفض الإلتحاق بوظيفة حكومية.
إذاً لماذا لم يثر القماع أية شكوك؟ سؤال سيبقى مطروحاً، إلا أن الأهم من الإجابة على هذا السؤال هو الرد الكويتي على سؤال كيفية التعامل مع المرحلة المقبلة، تعامل لن ينجح إن كان بالتراخي الذي كان عليه التعامل ما قبل اعتداء الصوابر.