السعودية / نبأ – قابلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، الجنرال المتقاعد في القوات المسلحة السعودية أنور عشقي، في فندق ماريوت بمدينة براغ، حيث كان يحضر مؤتمراً أمنياً، مشيرةً إلى اللقاء الذي جمعه، مع دوري غولد، مدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلية، في يونيو الماضي.
ولفتت إلى أنّ هذا اللقاء لم يكن مبادرة شخصية منه حسبما يدّعي عشقي، لأنه شخصية بارزة ومتصلة بشكل جيد بالمؤسسة الأمنية السعودية، لافتاً إلى أنّ الجنرال عشقي رسم رؤية خاصة بمنطقة الشرق الأوسط شملت السلام بين العرب وإسرائيل، وتغيير النظام في طهران، وإحلال الديمقراطية في العالم العربي، وإنشاء دولة كردية.
الصحيفة وصفته بالرجل العسكري البارع والمنضبط، في جوابه على سؤال حةل الاتفاق النووي الايراني، قائلاً: "أعتقد أنّ هذه صفقة جيدة"، وأشارت إلى أنّه لم ينتقد صراحة المحادثات النووية أو البيت الأبيض، وتحدث بحذر عن دعم حكومته المشروط لهذا الاتفاق. بل ونأى بنفسه عن الآراء المناهضة للصفقة من رئيسه السابق، رئيس المخابرات السابق الأمير بندر بن سلطان، الذي عمل معه الجنرال كمستشار للأمن القومي عندما كان الأمير بندر السفير السعودي لدى الولايات المتحدة في ثمانينيات القرن المنصرم.
وقال عشقي إنّه خلال المحادثات اتفق وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الخارجية الإيراني جواد ظريف على أشياء كثيرة. وأضاف: “هذا الأمر فاجأ روسيا، وفاجأ دولًا أخرى أيضًا“. وتفاجأ الجنرال أيضًا بأنّ كيري: “يؤيد الإيرانيين”. لقد كان كيري ورئيسه على استعداد لرؤية الأشياء بالطريقة الإيرانية؛ لأنهما اعتقدا أنّ ظريف والمعتدلين في إيران يمكنهم التغلب على المتشددين مثل المرشد الأعلى علي خامنئي والحرس الثوري، حسب تعبيره.
واعتبر أنّ الجمهورية الاسلامية لن تغير رأيها طالما أنّ النظام مازال في السلطة، ولأنها تريد إحياء ما أسماها "الإمبراطورية الفارسية"، كما تريد السيطرة على الشرق الأوسط، ورأت الصحيفة وفقاً لكلام عشقي، أنّ المملكة معرضة للخطر مثل إسرائيل جرّاء هذه الطموحات الإيرانية، إن لم يكن أكثر من ذلك، وكان هذا التهديد الإيراني المشترك هو السبب في هذا الحوار الاستراتيجي الذي دار بين دوري وعشقي في واشنطن، بحسب "وول ستريت جورنال".
وقال عشقي: "المشروع الرئيس بيني وبين دوري غولد هو تحقيق السلام بين الدول العربية وإسرائيل"، زاعماً أنّه أمر شخصي، إلا أنّه يستطرد: "ولكن حكومتي تعرف عن هذا المشروع، وهي ليست ضد ذلك؛ لأننا بحاجة للسلام. ولهذا السبب، جلستُ مع دوري غولد. إنه يحب إسرائيل، وأنا أحب بلادي. ونحن بحاجة إلى الاستفادة من بعضنا البعض“، وأضاف أنّ السعودية وإسرائيل لا تريدان إثارة المزيد من المشاكل في المنطقة.
وحول اللقاء، قال عشقي: "وجدت أن أفكارنا وأفكارهم كانت قريبة من بعضها البعض ضد إيران، نحن لا نحب إيران بسبب زعزعتها للاستقرار في المنطقة. نحن لا نحب إيران بسبب هجومها على إسرائيل. ونحن أيضًا لا نحب أن تهاجم إسرائيل إيران وتدمرها. هذه هي فكرتي. ربما يكون لديه فكرة أخرى“.
وحول حزب الله، يتذكر الجنرال السعودي أنور عشقي أنه سأل غولد ذات مرة: عندما تهاجمون حزب الله، هل تتدخل إيران؟ فأجاب: لا. ثم سأله سؤالًا آخر: “إذا هاجمتم إيران، هل يدعم حزب الله إيران؟“، أجاب الإسرائيلي: “نعم”. وبعدها خلص الجنرال عشقي إلى أنّ: “إسرائيل تفكر في المقام الأول في تدمير حزب الله، وبعدها يمكنهم الهجوم على إيران“.
وحول اليمن، قال أنّ "اليمن هي التحدي الرئيس للمملكة العربية السعودية في المستقبل"، واعتبر أنّ العدوان السعودي على الشعب اليمني أعطى درساً لمحور المقاومة في لبنان وسوريا والعراق واليمن، أنّ الجمهورية الاسلامية "نمر من ورق" حسب تعبيره، وأضاف: “فهي لم تستطع دعم الحوثيين في اليمن، ولم تتمكن من جلب طائرة واحدة إلى اليمن. ولهذا السبب؛ فإنّ الحوثيين الآن يتحدثون بشكل سيئ عن إيران على وسائل التواصل الاجتماعي“، حسب زعمه.
وحول نشاط إيران الإقليمي، قال: “لقد أخبرت نائب وزير الخارجية الأمير حسين عبد اللهيان إنّ إيران تدمر نفسها. وإذا حاولت إحياء الإمبراطورية، فإنّ العديد من الجنسيات الأخرى ستطالب بالاستقلال، مثل الأذريين، والعرب، والتركمان، والبلوش، والأكراد“.
وحول سوريا، زعم أنّ السعودية تعمل اليوم مع روسيا لتحقيق الاستقرار في سوريا، مضيفاً: “علينا أن نركز على حل الأزمة في سوريا، لكن نحن لا نريد بقاء الأسد في السلطة؛ لأنّ الشعب في سوريا لا يريد بقاءه“، واعتبر أنّ “روسيا بلد عظيم، لكنها لا ترغب في تغيير وعودها”، وأوضح عشقي: “نحن لا نحب هذا النظام. هناك فرق بين المنظومة والنظام. عندما جاءت الولايات المتحدة إلى العراق، دمرت المنظومة، وأعقب ذلك العديد من المشاكل. يجب علينا أن نحافظ على منظومة الدولة وإزالة النظام الحاكم“. ويعتقد الجنرال أنّ تحقيق الاستقرار في المنطقة يتطلب” مشروعًا جادًا لإعادة بناء سوريا واليمن“، وهي قضية يدعمها هو "شخصياً".
واعتبر أنّ داعش يتواجد في الدول الغير مستقرة مثل سوريا والعراق.
وحول الخليج، يقول: “لدينا العديد من المشاكل في الخليج. نحن بحاجة إلى المزيد من الإصلاح والديمقراطية. نحن لا يمكننا الانتصار على الإرهابيين بالسلاح والأعمال الأمنية فقط، ولكن أيضًا من خلال تطبيق العدالة داخل البلاد“.
وأضاف: “أعتقد أنّ تنظيم داعش مثل باك مان، يأكل كل الإرهابيين حتى يصبح الإرهابي الضخم؛ ومن ثم يمكننا تدميره“.
وحول العلاقة مع اميركا، يقول عشقي أنّ العلاقة لا تزال قوية، ولكنّ “الولايات المتحدة تحاول أن تنتقل من الشرق الأوسط إلى الشرق الأقصى والمحيط الهادئ. إنها لم تعد ترغب في أن تشارك في الشرق الأوسط، ولكنها تريد فقد دعم الشرق الأوسط“.
وقال أخيراً أن السعودية ستصنع قنبلة نووية في حال صنعتها ايران.