العراق / نبأ (تقرير)- الأكراد مكون مهم من مكونات المجتمع العراقي بل ومن مكونات دول أخرى في الشرق الأوسط وفي آسيا. يقدر عددهم بخمسة وعشرين مليونا يتوزعون بين خمس دول 46% منهم في تركيا، و31% في إيران، و5% في أرمينيا وسوريا، و18% في العراق.
تموج الساحة الكردية في العراق بالعديد من التشكيلات السياسية المختلفة من أبرزها، الحزب الديمقراطي الكردستاني (أسس عام 1946) الذي يتزعمه مسعود البرزاني والذي تغلب عليه تغلب النزعة القومية الكردية، وهو حزبٌ يعتمد إلى حد كبير على العشيرة البرزانية، ويكثر أتباعه في منطقة أربيل شمالي العراق.
وللحزب علاقات جيدة مع تركيا والحكومة العراقية والولايات المتحدة والدول الغربية إلا أن علاقاته مع إيران يعتريها سوء تفاهم غالبا.
وتدعم كل من أميركا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا الأكراد في العراق لمواجهة الإرهاب كما تزعم هذه الدّول، والرئيس الأمريكي باراك اوباما، يؤكد استمرار بلاده في تقديم الدعم للجيش والبيشمركة في مواجهة الارهاب. وكان أوباما قد أوضح في بيان له بشأن الاوضاع في العراق، امام عدد من الصحفيين، “اننا سنستمر في تقديم المساعدة والمشورة العسكرية للحكومة العراقية والقوات الكردية في معركتهم ضد الإرهابيين، كي لا يتمكن الإرهابيون من تأسيس ملاذ آمن ودائم لهم”.
واضاف اوباما “سوف نواصل العمل مع المجتمع الدولي للتعامل مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في العراق. حتى وفي ظل تركيز اهتمامنا على منع حدوث عمل من أعمال الإبادة الجماعية”.
من جهته أعلن وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أن بلاده مستعدة لتخفيف سياساتها المتعلقة بتصدير الأسلحة إلى الأكراد الذين يقاتلون متشددي الدولة الإسلامية في شمال العراق.
وقال شتاينماير، المنتمي للحزب الديمقراطي الاشتراكي، الذي يتقاسم السلطة مع المحافظين بزعامة ميركل “لا نستطيع ترك كردستان بمفردها ونتفرج على الناس وهم يذبحون هناك.”
وأضاف في تصريحات لمحطة تلفزيون “زد دي اف” الألمانية أمس الأربعاء 13 أغسطس/آب: “إذا دعت الضرورة وإذا ظل مستوى التهديد الحالي كما هو فإنني لا أستبعد أن نضطر إلى إرسال أسلحة.. مبادئنا المتعلقة بإرسال أسلحة هي نفس هذه المبادئ. فهي تأخذ في الاعتبار أننا يمكن أن نواجه مواقف استثنائية يتعين عليها فيها اتخاذ قرار سياسي بتبني نهج مختلف يكون في صالح أمننا”.
وتعد تصريحات شتاينماير حتى الأن الأقوى لمسؤول ألماني كبير وتمثل تحولا جذريا في موقف برلين.
وفي هذا السياق، أعلن قصر الأليزيه أمس الأربعاء 13 أغسطس/آب عن قراره بتزويد اقليم كردستان في العراق بالسلاح لدعمه في مواجهة تنظيم ما يسمّى بـ”الدولة الاسلامية” الإرهابي.
وجاء في بيان للأليزيه أنه “لغرض تلبية الاحتياجات العاجلة التي أعلنت عنها سلطات إقليم كردستان، قرر رئيس الدولة فرانسوا هولاند بدء توريد الأسلحة إلى الإقليم في الساعات القريبة، في حال وافقت بغداد على ذلك”.
بدوره صرح المتحدث باسم مفوضية السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي سباستيان برابانت بأن دول الإتحاد الأوروبي يمكن أن تورد السلاح والمعدات العسكرية إلى الأكراد بالتنسيق مع الحكومة المركزية في بغداد.
وقال المتحدث للصحفيين: “نرى من الضروري تنسيق الخطوات في هذا المجال مع السلطات العراقية والشركاء الدوليين”.
هذا وكان سفراء دول الاتحاد قد قرروا بدء مشاورات مع بغداد لبحث طلب السلطات الكردية في العراق بتزويدها بالمعدات العسكرية للتصدي لتمدد مسلحي تنظيم ما يسمّى بـ”الدولة الاسلامية” الإرهابي.
وذكرت صحيفة “ديلى تليغراف” البريطانية الخميس أن لندن أرسلت قبل أسابيع قوات خاصة إلى العراق لدعم قوات الأمن المحلية في مواجهة تنظيم الإرهابي.
واستندت الصحيفة في تقريرها إلى “إيما نيكلسون” بصفتها المبعوثة التجارية لبريطانيا لدى العراق، والتى صرحت بأن القوات الخاصة البريطانية متواجدة فى العراق مع جنود أمريكيين منذ حوالي 6 أسابيع.
في المقابل، تدعم إيران العراق في مكافحة الارهاب عبر دعم الحكومة العراقية والجيش، وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون العربية و الافريقية حسين امير عبداللهيان ان “الجمهورية الاسلامية الايرانية مازالت تدعم العراق في مكافحة الارهاب والتيار التكفيري ووصول العراق الموحد والمنسجم الى الامن المستديم والرفاهية والتنمية المستمرة.”
ووصف عبداللهيان الدور البارز للمرجعية والشخصيات والاحزاب والمجموعات السياسية والوطنية العراقية بالـ” لافت في تطورات هذا البلد”.
مشيراً إلى ان “الهجمات المحدودة جدا لاميركا ضد مواقع داعش تشير الي ان البيت الابيض يتعاطي بانتقائية ودعائية في مجال مكافحة الارهاب”.
فلماذا يشدد الغرب على دعم الأكراد؟
في معرض الإجابة عن السؤال المهم جدا لو ألقينا نظرة سريعة على تصريحات قادة الحرس الثوري الإيراني في الأشهر القليلة الماضية لرأينا أنّ مجمل التصريحات الحرسية تنصب على كردستان وأنّ الحديث عن التهديد القادم لم يتوقف والمناورات العسكرية الإيرانية متكررة في تلك المنطقة، حيث قامت قوات إيرانية بمناورات جوية ضخمة في شمال إيران بالقرب من منطقة كردستان، ولا ننسى سقوط طائرة إيرانية مقاتلة خلال تلك المناورات.
هذه العمليات العسكرية يقوم بها الحرس ما هي إلا عمليات للتصدي للتهديد القادم من كردستان، والخوف من كردستان يبدو واضحا في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، ما يعني أهمية كردستان في عملية التغيير القادمة في المنطقة.
وتبرز الأحزاب الكردية كمعارضة دائماً لإيران ما جعل القضية الكردية تأخذ طابعا دوليا وتتصدر وسائل الإعلام الحديثة والغربية خصوصاً واهتمام الباحثين والمهتمين بالشرق الأوسط أخيرا.
(نبأ / وكالات)