لبنان / نبأ – زار سفير المملكة العربية السعودية في لبنان علي عواض عسيري، قبل ظهر اليوم، نقابة محرري الصحافة اللبنانية في الحازمية، والتقى النقيب الياس عون وأعضاء مجلس النقابة والمستشارين مودعا لمناسبة إنتهاء مهمته الديبلوماسية في لبنان.
وبعدما إستهل النقيب عون اللقاء بكلمة شكر فيها العسيري والمملكة على دعمها لبنان، قال السفير المنتهية مهمته: "هناك شيء لا يشبه لبنان و"لا يلبق له"، الغلو والتطرف. أنا لا أتكلم عن بلد بل عن مبنى فيه كل الطوائف"، وتابع "التغيير الذي حصل في دار الفتوى هو تجسيد للإعتدال المطلوب من كل الطوائف والناس. الإعتدال لا يكفي أن نتحدث عنه بل أن نعمل من أجل تحقيقه. أقلامكم وشاشاتكم لها دور في تجسيد هذا الإعتدال في مجتمعكم".
وأشار الى ان "هذا التطرف جديد على لبنان، بالتالي وبكل محبة ومودة أرجو من أقلامكم وعقولكم النيرة مواكبة رفع الصوت إلى الإعتدال في لبنان. التطرف في المنطقة يتأثر به لبنان".
ثم دار حوار رد فيه السفير السعودي على أسئلة وإستفهامات الصحافيين، فقال: "جئت لوداعكم وليس لمؤتمر صحافي ولكني مستعد للإجابة عن كل أسئلتكم".
سئل عن القضية الفلسطينية، فقال: "منذ كنت طفلا صغيرا وهذه القضية عالقة في أذهاننا وقلوبنا وهي في قلب كل سعودي، ترعرعنا وسنموت على دعمها. هي في وجداننا، ولكن هناك شيئ جديد ظهر على الإسلام وعلينا منذ فترة ولم نتنبه له. الغلو في الدين الإسلامي ظهر عام 1979 وحصل تغيير في المناطق. بكل أمانة وصدق أقول، أنني ما عرفت أنني مسلم سني إلا مع ثورة الخميني، وأقول ذلك بكل تجرد. قبل ذلك كنت أعرف أنني مسلم. كنا نستقبل الحجاح الإيرانيين بكل محبة وعاطفة وإحترام. وللأسف ظهر "فايروس"الطائفية وصوت الغلو، فبدأت بعض القوى باستغلال هذا الغلو والطائفية. قضية فلسطين لن ننساها فهي كانت وستبقى في قلوبنا وجداننا. نحن في مواجهة اليوم مع عدو غريب يريد قتلنا جميعا ومن دون تمييز. مواكبة الإعلام للإعتدال كان دوره مؤثرا في المملكة العربية السعودية".
ولدى سؤاله عن الهبتين السعوديتين، قال: "الهبة السعودية الأولى أقرت بأمر سام وبقي الدور على الطرفين في تحديد الإتفاق حولها بناء على طلبات اللبنانيين. دور المملكة العربية السعودية هو دور محصور بدفع قيمة الهبة وليس لها دور آخر، ولذلك كان للحكومة الفرنسية دور في ذلك لكي تظهر الشفافية في التعامل. الطلبات يحددها الجيش اللبناني والفرنسيون يؤمنونها والمملكة تدفع للفرنسيين، هذا بالنسبة للهبة الأولى".
وسئلعمّا إذا كانت هذه الهبة هي ضد حزب الله، أجاب: "المملكة وقيادتها أكبر وأسمى من أن تفكر بهذا التفكير. وعندما تقول شيئا فهي تعلنه. ولنا تجربة في الماضي، وما قدم هو لخدمة لبنان والدفاع عنه وسيسلم إلى الجيش اللبناني الذي هو من كل الطوائف وجزء كبير من الجيش هو من الطائفة الشيعية الكريمة. فأرجو ألا نفكر بطريقة سلبية. المملكة تعلو عن هذا التفكير والسقوط إلى هذا المستوى من التفكير الذي يراد منه تصوير المملكة أن تريد أن يتقاتل اللبنانيون في ما بينهم. ليس هذا مبدأ المملكة التي تحرص على سلامة لبنان ورفاهيته وعلى اللحمة بين أبنائه. نحن في المملكة ندعو دائما إلى وحدة الصف اللبناني لا إلى إنقسامهم. وعندما أشارك في إحتفال تخريج الضباط اللبنانيين وهم من كل الطوائف أفرح وأتمنى أن ينسحب ذلك إلى كل مكونات المجتمع اللبناني".
سئل عن عودة الرئيس سعد الحريري المفاجئة وسلامة أمنه، فقال: "الخطر موجود في وجه الجميع والإحتياط واجب. الشيخ سعد عاد إلى بلده وفي الوقت المناسب والتغيير الذي حصل في دار الفتوى يشجع إلى خطوات إلى الأمام. هناك حراك سياسي وهناك متطلبات للإنتخابات الرئاسية وللإنتخابات النيابية والشيخ سعد الحريري هو مكون سياسي في لبنان وبالتالي أعتقد أن وجوده في لبنان ضروري وجاء في اللحظة المناسبة".
سئل عن الشغور الرئاسي وجهود المملكة العربية السعودية في تقريب وجهات النظر، فقال: "المملكة وبكل أمانة أقول لم ولن تتدخل بالأسماء أبدا. الإختيار يجب أن يكون لبنانيا. المملكة تشجع كل الفرقاء لإيجاد الحلول المناسبة من أجل إختيار الرئيس في أقرب وقت، ولكنها لن تتدخل في هذا الموضوع، والبرهان على كلامي موضوع تشكيل الحكومة التي لم نتدخل في تشكيلها. نحن نشجع ولن نتدخل. ادعو إلى تقارب وجهات النظر لإيجاد رئيس الذي هو رأس الهرم وغيابه مشكلة مع الدول وتبادل السفراء معها".
سئل عن التغيير السياسي الذي حصل في العراق وتحفظات المملكة على الرئيس المالكي، فقال: "لا ملف إيران ولا ملف العراق عندي، وجوابي سيكون إفتراضيا. رأينا في التغيير الذي حصل في العراق خيرا للدولة العراقية قبل غيرها، وبالتالي ما حصل من تغيير سينعكس على الوضع الإقليمي والمنطقة، وهذا التغيير سيفتح آفاقا جديدة في المنطقة وأتمناها خيرا إن شاء الله".
سئل عن الوضع في سوريا، فقال: "المملكة يهمها سوريا ووحدة شعبها وإستقرارها. وضع سوريا اليوم صعب ونتمنى أن يحل السلام فيها، ولبنان يتأثر في ما يحصل في سوريا وهو يستضيف أكثر من مليون سوري نازح".
(نبأ / النشرة اللبنانية)