لبنان / نبأ – كشفت مصادر لصحيفة “الأخبار” اللبنانية أنّ “الأميركيون حثّوا الجانب اللبناني على إقرار قانون الخطة الخمسية (الذي يتحدّث عن إقامة مبانٍ وصيانة المتقادم منها، وعن شبكة اتصالات متطورة، وعن مخازن للآليات والأسلحة والذخائر، وعن عتاد متخصص للقوات البحرية… )، لعلمهم بأن معظم ما سيشتريه الجيش سيكون من مخازنهم”.
وأشارت الصحيفة إلى أن “مشروع الخطة لم يرَ النور، وتريد بعض القوى السياسية، بحسب مصادر نيابية، إحالة كل ما فيها على الهبة السعودية البالغة 3 مليارات ليرة لبنانية. وبالتالي، لن تدفع السلطلة اللبنانية قرشاً واحداً لبناء قدرات دفاعية جدية. فأتت «مكرمة» الملك السعودي التي أعلنها بالنيابة عنه الرئيس السابق للجمهورية ميشال سليمان، والبالغة ثلاثة مليارات دولار”.
وأوضحت الصحيفة إلى أن “عقبات تعترض تنفيذ هذه الهبة، ففضلاً عن «السمسرة» التي لم تجد من يتبناها بعد، ثمة مشكلة تقنية تتعلق بعدم وجود سلاح فرنسي في حوزة الجيش، واستهلاك جزء كبير من الهبة لصيانة ما سيجري شراؤه. كذلك، برزت مشكلتان سياسيتان في هذه القضية: الأولى أن الولايات المتحدة ليست راضية عن كون فرنسا هي التي «ستقطف» هذه الهبة؛ والثانية أن السعودية لا تزال ترفض توقيع عقد بينها وبين السلطات الفرنسية، للمباشرة بتنفيذ «الطلبيات» اللبنانية”.
وأشارت المصادر إلى أنّ “الجانب السعودي يتهرّب كلما سئل عن الموضوع، ويرمي الكرة في الملعب اللبناني. لكن مصادر لبنانية وفرنسية تؤكد أن الرياض لم تخرج الملف من الأدراج بعد، فيما تقول بعض الشخصيات السياسية اللبنانية إن مملكة آل سعود لن تفتحه إلا بعد انتخاب رئيس جديد للجمهورية”.
وتتابع الصحيفة: “وفي ظل غياب أي نية لدى الجانب اللبناني لدفع قرش واحد على بناء جيش حديث، لم يكن هناك من بد سوى انتظار «حسنة» ما. فظهر الملك السعودي مجدداً، مانحاً هذه المرة شرف إعلان المكرمة للرئيس سعد الحريري. مليار ليرة، نصفها للجيش اللبناني. سريعاً، ستُصرف 500 مليون دولار أميركي، لشراء عدد من الطائرات، تكفي، بحسب مصادر معنية، لسد حاجة لبنان في مجال مكافحة الإرهاب”.
وبحسب مصادر معنية للأخبار، فإن هذه الصفة في طريقها إلى التنفيذ سريعاً، ومن دون عقبات.
وخلصت إلى “أن الطبقة الحاكمة لا تزال مصرة على عدم دفع «مال لبناني» لتسليح الجيش، قررت قيادته التوجه إلى روسيا مجدداً، للطلب من موسكو إعادة العمل بالهبة التي عرضتها على لبنان عام 2008. حينذاك، «فتحت روسيا مخازنها»، وأعلنت موافقتها على منح لبنان طائرات ميغ ــ 29. لكن الجانب اللبناني رفض الهبة، بسبب الضغط الأميركي الذي استجاب له كل من سليمان والحريري ووزير الدفاع حينذاك الياس المر. وئدَت هبة الـ«ميغ»، فعادت روسيا إلى عرض آخر: 6 طائرات مروحية هجومية متطورة، وكتيبة دبابات حديثة نسبياً، ومدافع ذات أعيرة مختلفة، إضافة إلى ذخائر ومعدات عسكرية. هذا العرض أيضاً بقي رهين الإذعان اللبناني للأوامر الأميركية. فالحكومات المتعاقبة منذ عام 2008 لم تقم بما يجب عليها لقبول الهبة”.
(نبأ / الأخبار اللبنانية)