أخبار عاجلة

لبنان ضحية الإرهاب المُصدّر إليه، والهبة السعودية يُماطل بها لأسباب بعيدة عن الواقع

لبنان / نبأ – يتفق السعوديون والفرنسيون، على تقديم تفسير لتمديد مهلة التوقيع على الصفقة وإبرامها، بأسباب بعيدة عن الواقع، كغياب وزير المال السعودي إبراهيم العساف عن الوفد، أو مرضه الذي منعه من تذييل الصفقة بتوقيعه، فيما ذهب مسؤول فرنسي أبعد من ذلك بقوله إن التجربة بيّنت أن ملف صفقة التسلح ليس بيد ولي العهد وفريقه بل بيد الإدارة الملكية وتحديداً رئيس الديوان خالد التويجري الذي كان قد عنّف الفرنسيين في وقت سابق بسبب محاولتهم فتح قنوات مع وزارة الدفاع السعودية للاستفسار عن الصفقة.

وفي هذا السياق يرى الكاتب والمحلل السياسي جورج علم في إتصال مع قناة “نبأ” الفضائية أنّ “عدة أسباب وموانع أخّرت الهبة”. على المستوى اللبناني يرى علم أنّ “الهبة لم تعرض على رئيس
مجلس الوزراء وبالتالي لم تأخذ طريقها عبر القنوات الدستورية أيضاً الهبة الثانية المقدرة بمليار دولار”.

وأشار علم إلى أن “المملكة عندما تقدمت بهذه الهبة، قيل بأنّها سوف تتوجه مباشرة إلى الحكومة الفرنسية، على أن يتقدم الجيش اللبناني بلائحة من الأسلحة توازي قيمتها قيمة الهبة”.

وتابع الكاتب والمحلل السياسي “لذلك على المستوى اللبناني يجب أولا أن يكون الجيش قد تقدم فعلاً بما يحتاجه من سلاح إلى أن يثار بعد ذلك إلى برام بروتوكول ما بين الجيش والحكومة
الفرنسية”.

وفي ما يتعلق بالعقبات ما بين المملكة وفرنسا إعتبر علم أنّ “هناك أكثر من عقدة على هذا الصعيد، وهي أنّ الحكومة الفرنسية تعتبر أنّ هبة ثلاثة مليار دولار لم تبرم في بروتوكول رسمي ما بين الحكومة الفرنسية والسلطة السعودية”. وأوضح أنّ “الأمر كان متعلقاً بالزيارة التي قام بها ولي العهد إلى فرنسا وأن وزير المالية السعودي المخول توقيع البروتوكول لم يكن متواجداً”.

ويضيف علم “وجود بعض الثغرات في التعاون التسليحي ما بين فرنسا والرياض ربما تدخل الهبة السعودية للبنان كإحدى نقاط الإشكال”.

ويرى المحلل السياسي أن “الإدارة الفرنسية من بين الإدارات التي خرجت عمّا يسمّى العلاقات الحميمة بين فرنسا ولبنان، وباتت هذه الإدارة على إنصياع تام لمصلحة الحكومة الإسرائيلية”، معتبراً “هذه العلاقة تشكل عقبة أساسيّة لأنّ إسرائيل لها شروطها على تسليح الجيش اللبناني وعلى نوعية الأسلحة التي طلبها بشكل واضح”.

ويرى علم أنها مشلكة أساسية لكنه يعتبر أنّها “تعود إلى الحكومة الفرنسية التي يجب أن يكون لها القرار وإعطاء الأولويّة للبنان وللجيش نظرا للعلاقات التاريخية”، ويرى أنّ “هذه الإشكالية هي مدار إستفهام عند الحكومة اللبنانية الحالية”.

صحيفة “أور لوموند” الفرنسية ذهبت إلى القول بأن السعودية تدفع بنظرية أن الطريقة الوحيدة لمنع لبنان الدخول في الفوضى بحسب تعبيرها هي تسليح الجيش اللبناني في مقابل القوة الصاعدة لحزب الله، الكاتب والمحلل السياسي جورج علم يرى أنّ هذا الكلام “لا رصيد له على المستوى اللبناني، بإعتبار أن حزب الله يمعزل عن القنوات الرسمية له خشيته وله تصريحه”، أمّا فيما يتعلق بالجيش اللبناني ” فهو يقود المعركة ضد الإرهاب والجماعات المسلحة وهذا امر واضح، وبالتالي هو طرح أساسي في أي تحالف دولي قيد الإنشاء لمحاربة هذا الإرهاب”.

وفي هذا السياق، يأمل علم بأنّ “يتم فعلاً العمل على قرار دولي لمحاربة، والجيش اللبناني بحاجة إلى دعم لأن لبنان اليوم ضحية هذا الإرهاب”.
(نبأ)