كشف تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف” عن سوء أوضاع أطفال اليمن في القطاع التعليمي، فما بين آلة العدوان والفقر والتجنيد، يحرم أطفال اليمن من التعليم.
تقرير: سناء ابراهيم
مجازر، أمراض فتاكة، أكثر من نصف السكان يعيشون تحت خط الفقر، سوء تغذية، مجاعة، أوبئة، انهيار القطاع التعليمي والطبي والاقتصادي، وغيرها من المآسي التي تسبب بنشوبها العدوان السعودي بحق أبناء اليمن، على امتداد أكثر من ثلاث سنوات.
أعلنت المديرة الإعلامية الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، جولييت توما، أن 80 في المئة من اليمنيين يعيشون تحت خط الفقر، والخدمات الأساسية تقترب من الانهيار، في مؤشر إلى الوضع الإنساني الكارثي في هذا البلد، مشيرة إلى لا تتوافر للأطفال اللوازم الأساسية من ناحية طعام ومياه آمنة أو نظيفة، وهناك عدم تمكن لدى الناس من الوصول إلى الخدمات الأساسية البديهية في القرن الواحد والعشرين، مثل المدارس والمستشفيات وهي أماكن أساسية مخصصة لتقديم الخدمات المدنية للناس بما فيهم الأطفال.
تعرض أكثر من مليون شخص للنزوح جراء العدوان، وهناك فقر في الأيدي العاملة وهناك أزمة الرواتب، ولم يحصل قرابة 70 في المئة من المدرسين والأطباء والممرضين والعاملين في القطاع العام على رواتب، وهناك بعض المنظمات تمنح هؤلاء الموظفين بعض المبالغ القليلة جداً.
وأصبح مليونا طفل يمني خارج المنظومة التعليمية منذ بدء العدوان عام 2015، هذا ما كشفته “يونيسف”، مشيرة إلى أن الأطفال يدفعون ثمن العدوان ويتعرضون لانتهاكات جسيمة، وفيما كان لتجنيد الأطفال دور في تسربهم من مدارسهم، حيث تم تجنيد 2419 طفلاً على الأقل منذ بداية الحرب في 26 مارس / آذار 2015، فإن الفقر جعل عمالة الأطفال الذكور في الشوارع أمراً عادياً.
ونبّهت المنظمة الأممية إلى أن تعليم قرابة 4.5 ملايين طالب يمني أصبح على المحك، حيث يعاني المعلمون من انعدام حصولهم على الرواتب أيضاً، وقد توقف عن صرف رواتب الكوادر التعليمية العاملة في ثلاثة أرباع المدارس الحكومية منذ أكثر من عام.
وأكدت ممثلة “يونيسف” في اليمن ميريتشيل ريلاينو أن جيلاً كاملاً من الأطفال يواجه مستقبلاً غامضاً بسبب محدودية حصولهم على التعليم، وحتى “أولئك المنضمين إلى المدارس لا يحصلون على التعليم الجيد”، فيما اعتبرت المديرة الإعلامية الإقليمية لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، جولييت توما، أن محاولات “يونيسف” المطالبة بوقف الحرب في اليمن والتوصل إلى تسوية سلمية من أجل حماية الأطفال لم تنجح.