لبنان / نبأ – عاد موضوع الهبة السعودية للجيش اللبناني إلى الساحة مع تزايد حاجة الجيش إلى السلاح في ظل تهديدات تنظيم داعش.
مع بدء الحرب الميدانية على تنظيم داعش, تحركت من جديد فقّاعة الثلاثة مليارات دولارات السعودية للجيش اللبناني والتي أعلن عنها منذ أشهر.
وقد كان لافتاً أن موضوع الهبة السعودية تحرّكت من جديد بعد أيام على تلقّي لبنان مساعدة إيرانية للجيش اللبناني.
أشار الكاتب خليل فليحان في مقال له في صحيفة النهار اليوم أنّ “الزعماء السياسيين وبعض رؤساء الاحزاب الفاعلة تتجه الى الطلب من الحكومة استعجال فرنسا تسليم الاسلحة التي قدمتها اللجنة العسكرية الرباعية التي كلفت التفاوض مع الجانب العسكري الفرنسي”.
ولفت الكاتب إلى أن ما “دفع السياسيين الى مطالبة الحكومة بالاستعجال ما سرّبه أحد الديبلوماسيين في وزارة الخارجية الفرنسية الى صحافيين، عن أسباب البطء الفرنسي في البدء بتسليم أسلحة، وهي ثلاثة بحسب المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه”.
اولا، ان “السعودية لم تدفع بعد اي جزء من قيمة الهبة”.
ثانيا، “عدم توافر الاسلحة المطلوبة حاليا لدى مصنع الاسلحة الخاص بها، وبالتالي لا يمكن تسليم المدرعات الا واحدة كل شهر على سبيل المثال لا الحصر”.
ثالثا، “ان فرنسا لا يمكنها تسليم الاسلحة التي تضمنتها لوائح اللجنة العسكرية المكلفة الشراء، كالصواريخ الحديثة وبعض التجهيزات”.
في المقابل، وسائل إعلامية نقلت عن مصادر فرنسية أن الهبة التي لا تزال بيد مدير الديوان الملكي خالد التويجري حية ترزق وتتقدم، بحسب تعبير المصدر.
المصدر الفرنسي أكد أن السعودية ترغب بإعادة التفاوض مع اللبنانيين حول ملف الهبة، كما أنها بحاجة الى المزيد من الوقت لإنجاز بعض الترتيبات القانونية في العقود وذلك في مواجهة متغيرات سريعة تحيط بالوضع الإقليمي، وأشارت المصادر إلى وجود رغبة بإعادة النظر في الحسابات السياسية التي عطّلت تحريك الهبة.
مصادر تحدّثت أن الملك عبدالله بن عبد العزيز وظله خالد التويجري هما الوحيدان اللذان يمتلكات مفتاح الهبة، فيما تؤكد المعطيات أن الهبة في طريقها إلى التنفيذ وهو ما بشّرت به تصريحات الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند المتتالية والتي كررت تأكيد نية بلاده تسليح الجيش اللبناني ما اعتبره كثيرون رسالة للسعودية بأن الكرة في ملعبهم.
مصادر فرنسية مطلعة أكدت إن ربط الهبة مع موضوع الرئاسة في لبنان أتى ضمن حزمة شروط جديدة قدمها ولي العهد سلمان بن عبد العزيز الى هولاند، وذلك خلال لقائهما مطلع الشهر الماضي، ومنها انتخاب رئيس لبناني مقبول من الرياض، ويضمن عدم وقوع هذه الأسلحة بيد حزب الله.
وتساءل المطلعون عن سبب عدم التقدم السريع في الهبة بعد إنكشاف تواضع تسليح الجيش اللبناني وخطر تنظيم داعش المتزايد.
وأكد المصدر أن الأميركيين والإسرائيليين لم يعملوا على عرقلة الصفقة بسبب إستفادتهم من تسليح الجيش اللبناني بالإضافة إلى الثقة العمياء بالسعوديين الذين يشترون ثمانين بالمئة من الأسلحة منها ومن هنا تقع المسؤولية الكاملة على المملكة، بحسب ما يقول مراقبون.
الهبة قادمة إلى لبنان إذا ولو بعد حين، إلا أن السؤال اليوم هو ماذا تنتظر المملكة لتقديم السلاح ولماذا تماطل في مفاوضاتها مع الفرنسيين فيما داعش يطرق أبواب لبنان على حدّ تعبير وسائل الإعلام اللبنانية.