اليمن / نبأ – يتواصل السجال الإقليمي بين السعودية وحلفائها من جهة وإيران من جهة أخرى على خلفية التطورات الأخيرة في اليمن. وفيما جددت المملكة هجومها على الجمهورية الإسلامية مصعّدة حدة خطابها السياسي والإعلامي، دخلت الإمارات على خط التراشق، واصفة السياسات الإيرانية بأنها طائفية بطبيعتها وتؤدي إلى تفاقم التوتر في المنطقة.
لا يهدأ السجال الإقليمي على خلفية الأحداث الدائرة في اليمن، في كل يوم له جديد، آخر فصوله هجوم سعودي إماراتي على السياسات الإيرانية، الأبواق التابعة للمملكة ذهبت بعيدا في التشنيع على إيران واتهامها بشتى أنواع الدجل السياسي، هكذا أصبح الدعم الإيراني لحركة أنصار الله إذكاء للفكر الطائفي المقيت وتدميرا لمكتسبات الأمة العربية والإسلامية، وإن دل هذا الدعم على شيء فإنما على أطماع إيران التوسعية وسعيها في فرض هيمنتها على المنطقة الشرق أوسطية.
تدليل زخرت به المنابر السعودية إلى جانب اتهامات وتوصيفات أقرب ما تكون إلى الوقاحة السياسية، عن مؤامرات ملالي قم لتدمير السلام وتقوية التنظيمات الإرهابية وإيقاظ الفتن تحدثت تلك المنابر، وبالعمل على إثارة النعرات المذهبية والإضطرابات السياسية والفوضى الأمنية رمت الجمهورية الإسلامية. رمي صاحبته أحكام ماهوية جوهرانية حول ما أسمته الأجهزة الدعائية الملكية مسارا إيرانيا تصادميا ضد الدول العربية يتوسل بالغي والكذب والمجاهرة بهما.
وبعد كل هذه الفعال والجرائم يصبح لزاما على المجتمع الدولي لجم إيران ووقف مخططاتها والعمل على تنفيذ المبادرة الخليجية في اليمن… هذا ما دعت إليه منابر آل سعود، دعوة تجلت كذلك وإن على نحو التلميح في تصريحات المسؤولين الإماراتيين، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات أنور قرقاش شن هجوما لاذعا على إيران، واصفا إياها بأنها طائفية بطبيعتها. واتهم قرقاش طهران بالتدخل بشكل كبير في اليمن، معتبرا أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم التوتر في المنطقة ومضاعفة الخلافات العربية الإيرانية على حد تعبيره.
وتأتي هذه الهجمات الكلامية السعودية الإماراتية على إيران عقب يوم من نشر تصريحات للأمين العام للمجمع العالمي للصحوة الإسلامية علي أكبر ولايتي. تصريحات جدد فيها دعم بلاده للنضال العادل لأنصار الله كما قال، معتبرا هذه الحركة جزءا من الحركات الناجحة للصحوة الإسلامية.
هو التجاذب الإيراني الخليجي المتواصل حول المشهدين السياسي والأمني في اليمن إذا، طهران ترى أن حليفها الأبرز على الساحة اليمنية يتقدم باتجاه حصد مكاسب سياسية واستراتيجية غير مسبوقة، والرياض وحلفاؤها يجدون أنفسهم عاجزين عن وقف ما يسمونه المد الحوثي الذي بدأ يقرع أبواب المملكة في صعدة وحجة، مفارقة يبدو أنها ستزداد دراماتيكية خلال المرحلة المقبلة مرخية بظلالها على المشهد الإقليمي برمته وعلى أي تسوية سياسية يمكن أن يرسيها الأطراف المتصارعون في الشرق الأوسط.