إيران / نبأ – ثمّة احتمالٌ وارد لأنْ يرسي اتفاقٌ ما بين واشنطن وطهران، وهو احتمال تصب في صالحه العديد من المعطيات الأمريكية والإيرانية على السواء، الرئيس الأمريكي باراك أوباما يريد افتتاح الإنتخابات التشريعية النصفية بإنجاز إقليمي لم يتوفر له منذ بدء ولايته عام ألفين وثمانية، مشهد تسوية أمريكية إيرانية حول البرنامج النووي لطهران يراوده منذ زمن بعيد، في ظنه أن التفاوض وحتى الإتفاق مع ما يسميه السعوديون نظام ولاية الفقيه ممكن، ظن سبق له أن تجسد في فبراير الماضي عندما دخل الأمريكيون في اتصالات سرية مع نظرائهم الإيرانيين بهدف إبرام صفقة نووية، وما يعزز احتمالات التسوية رضاء طهران بالرفع التدريجي للعقوبات المفروضة عليها بعدما كانت تطالب برفع شامل وفوري.
في كل الأحوال لا يبدو النظام السعودي مستبشرا بهذه الأنباء والسيناريوهات، بالنسبة إليه ثمة مخاطر جدية ينطوي عليها أي اتفاق بين واشنطن وطهران، مخاطر تتمثل فيما ستقدمه الولايات المتحدة من تنازلات لإيران مقابل تليين الأخيرة مواقفها، تخشى المملكة السعودية حقا أي تسوية تنعكس على أمنها الإقليمي وتوازناتها السياسية وحتى أوضاعها الداخلية، من اليمن إلى البحرين والعراق وسوريا ولبنان تريد الرياض حصة وازنة أو حفظ ماء وجه في الحد الأدنى، تماما كما تريد ضمانات أمريكية بحمايتها والإستثمار الدائم في ثرواتها.
إرادة يستبعد أن تستميت الإدارة الأمريكية في التجاوب معها، صحيح أن ما يجمع الأمريكيين والسعوديين من مصالح مشتركة وأهداف إستراتيجية لا يستهان به، لكن ما يفرقهما في التكتيكات والتخطيط والحنكة الدبلوماسية يكاد يكون شاسعا، تجلي المملكة يوما بعد يوما عجزها عن استشراف المستقبل وتمرين المواقف والإنخراط في الديناميات السياسية، إطلاق الرياض حملة واسعة للحصول على مقعد في مجلس الأمن الدولي ومن ثم رفضها ذلك بشكل مسرحي كانا بداية الحرد السعودي من واشنطن… وللقائمة تتمة حتما.