السعودية / نبأ – تبدي أوساط المملكة السعودية قلقا متزايدا حيال احتمال إقدام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما على إبرام اتفاق نووي مع إيران من دون الرجوع إلى الكونغرس، وتتخوف هذه الأوساط من أن تعمد الإدارة الأمريكية إلى تخفيف جزء من العقوبات المفروضة على طهران في إطار تسوية شاملة ستكون لها انعكاساتها على دول الخليج.
هل يقترب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من إبرام اتفاق نووي مع إيران؟ سؤال يؤرق الأوساط السياسية والإعلامية في الرياض راهنا، في عقل المملكة السعودية أن إدارة أوباما قد تعمد إلى تعليق العقوبات المفروضة على طهران في إطار صفقة شاملة ستكون لها انعكاساتها على دول الخليج، صفقة يخشى النظام الملكي أن يتم تمريرها بعيدا من الكونغرس حيث يمكن للجمهوريين إفشال أي تسوية بعيدة الأمد مع إيران.
وبالنظر إلى المؤشرات الأمريكية تبدو الهواجس السعودية منطقية إلى حد كبير، مسؤول رفيع في الإدارة الأمريكية رفض الكشف عن هويته أكد أن واشنطن لن تسعى إلى تشريع من الكونغرس في أي اتفاق نووي شامل يستمر لسنوات، معلومة أكدها كذلك مراقبون أمريكيون رأوا أن أوباما يريد إشراك مجلسي الشيوخ والنواب في رفع العقوبات تدريجيا فقط، لافتين إلى أن هذه المجلسين يطمحان إلى تفكيك كامل لبرنامج إيران النووي وهو ما تحاول الإدارة الأمريكية تجنبه بكل الطرق.
محاولة لا يظهر الرئيس الأمريكي منزوعا من الأسلحة في خضمها، دراسة أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكية أشارت إلى أنه بإمكان الإدارة تعليق معظم العقوبات من دون تصويت من الكونغرس، عازية ذلك إلى أن الإتفاقات الموقعة مع طهران بشأن برنامجها النووي ليست معاهدة وبالتالي فإن إقرارها لا يحتاج إلى موافقة ثلثي مجلس الشيوخ. وبحسب مراقبين فإن بإمكان الرئيس تعليق تنفيذ الغالبية العظمى من العقوبات إنطلاقا من الأفضلية الممنوحة له فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، يضاف إلى ذلك أن بعض العقوبات تنتهي مدة صلاحيتها مع نهاية العام ألفين وستة عشر ما قد يسهل على الإدارة الأمريكية مهمتها التسووية، وهي مهمة تتعزّز مع توافر العديد من المعطيات، لدى طهران وواشنطن، تدفع باتّجاه المزيد من التقارب النّديّ، ولكن القابِل لأن يكون قاعدةً تُنتج اتفاقاً؛ قد يكون في حال حصوله “اتفاق القرن” بامتياز.