تقرير | أمين عام حزب الله إتهم السعودية مباشرة بالمسؤولية عن نشر التكفير

لبنان / نبأ – أكد الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله أن الفكر الوهابي هو البذرة الرئيسة لكل ما يجري اليوم من تشويه لصورة الإسلام، محملا المملكة السعودية المسؤولية الأولى عن وقف انتشار هذا الفكر في العالم الإسلامي.

وتأتي تصريحات نصر الله الأولى من نوعها لتفتح الباب على حركة ثقافية وفكرية جدية من شأنها تعرية العقيدة الوهابية وإظهار غربتها عن عدالة الإسلام وسماحته.

بوضوح قالها الأمين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصر الله، المملكة السعودية هي المسؤول الأول عن وقف انتشار التطرف في العالم الإسلامي، مسؤولية تنبع من رعايتها لعقيدة وهابية ما فتئ التكفير في كل صغيرة وكبيرة عمادها الرئيس، وبالتالي فلا حل جذريا لمعضلة التغول الديني التي تعانيها المنطقة راهنا إلا باجتثاث الفكر المتشدد من جذوره.

حزب الله قرر المواجهة المباشرة إذا، مواجهة لطالما أبدى الحزب اللبناني ترددا في خوض غمارها، على الرغم مما طاله من حملات تشويه وتحريض استهدفت تحويل حركة أذلت إسرائيل إلى فصيل طائفي عنصري مستتبع، ظل التزام الصمت والتمنع عن الرد منهج المقاومة اللبنانية الرئيس، منهج أثبتت الوقائع أنه لم يفلح في كبح جماح الأنظمة الخليجية التواقة إلى تعميم الفتنة المذهبية، هكذا أُطلق العنان لجماعات متوحشة لم تعرف من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلى رسمه لتعيث فسادا في سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وبقدر ما يبرز الحل العسكري والأمني ضروريا حيال تلك الجماعات، تظهر أهمية الشروع في معالجة فكرية وثقافية تعري الوهابية وتجلي دورها في تغذية الكراهية وثقافة التقتيل العشوائي وتنصب منارا جديدا لإعادة صقل الصورة الإسلامية وتعزيز ثقة أبنائها بها.

هذه الرسالة النبيلة لم يتلكأ كثيرون من علماء وعقلاء السنة والشيعة عن حملها والطوفان بها، صحيح أن الجهود المبذولة في سبيل تنقية الدين المحمدي ما تزال خجولة، وصحيح كذلك أن للوهابية سلطانا سياسيا وماليا وإعلاميا أخذ على عاتقه صيانتها وتوسيع رقعتها والتصدي لكل من يجسر على فضحها، لكن ارتفاع الأصوات المطالبة بتفنيد عقيدة محمد بن عبد الوهاب ومحاصرتها وعزلها وصولا إلى القضاء عليها، يبعث الأمل بإمكانية تشكل جبهة إسلامية عريضة تحمل أمانة التصدي للجاهلين المتنسكين… لم يعد أحد الأحزاب أو الفصائل في خطر، الإسلام كله في خطر، إيمان المسلمين نفسه في خطر… فهل من ذي لب يصغي للنداء؟