مصر / نبأ – كال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي سيلا من المديح للمملكة السعودية وللعاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز، وفي حوار مع صحيفة عكاظ وصف السيسي الملك بأنه حكيم العرب، معتبرا أن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي لمصر.
مواقف تطرح المزيد من علامات الإستفهام حول فاعلية الدعم السعودي للقاهرة في وقت تتفاقم فيه أزمات النظام المصري على المستويين الأمني والإقتصادي خصوصا.
الملك عبد الله بن عبد العزيز حكيم العرب، الكلام للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في حديث مع صحيفة عكاظ السعودية، السيسي اعتبر أن أمن منطقة الخليج العربي خط أحمر وجزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وتوجه بالشكر إلى الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز على ما أسماه مواقفه الشجاعة والمشرفة إزاء مصر وشعبها، معتبرا ذلك دليلا على أخوة حقيقية وصداقة وفية.
كما اعتبر الرئيس المصري أن وقوف المملكة إلى جانب بلاده صان العديد من دول المنطقة ومقدراتها وكان نتاجا للوعي السعودي بخطورة الأوضاع، وتوقع مستقبلا واعد ومزهرا للعلاقات بين البلدين فضلا عن فرص إقتصادية وتنموية يعززها التوافق السياسي.
مواقف لا تبدو مستغربة في ظل ما يجمع النظامين السعودي والمصري من أواصر سياسية واقتصادية وطيدة، إسهاب السيسي في مغازلة الملك عبد الله بن عبد العزيز وحكومته يشي بامتنان مصري كبير للرياض، إمتنان تثبت الحقائق والوقائع أنه غير مبني على أسس متينة من الفاعلية والتأثير الإيجابي.
صحيح أن الإستثمارات السعودية في أرض الكنانة تفوق كل التوقعات، لكن نوعية هذه الإستثمارات وأثمانها تعرض القاهرة لمخاطر جدية قد لا تكون منظورة في الأمد القريب.
محللون يرون أن المدائحيّات المنمّقة التي أغرقها الرئيس السيسي على الرياض لا تخلو من تجاوز مفضوح للفوارق التاريخية بين البلدين.
السعودية هي إحدى المشيخيات الملكيّة التي لا ترتقي إلى مستوى الدّولة الحقيقيّة، وهي لا تحظى بنسيج حضاريّ يمكن أن يفتحها على الصراع الحضاريّ الذي تتوجّه إليه المنطقة في قابِل الأيام. في المقابل، تملك مصر عُمقاً إستراتيجيّاً بفضل تقاطع قوّة التاريخ والجغرافيا، كما تتميّز القاهرة بنخبتها الحيّة، فضلا عن تراكمها الحضاري العريق الذي أسهم في تغيير ملامح كثير من بلدان المنطقة؛ كلّ ذلك يجعل مديح السيسي للنظام السعودي وكأنه نزولٌ وتنازلٌ لصالح كيانٍ قبائليّ قائم على الإسكاتِ وأسوأ ما في الثقافات الصّحراويّة.