إيران / نبأ – تفيد المعلومات الواردة من عواصم القرار الغربية بأن احتمال التوصل إلى اتفاق نووي بحلول الرابع والعشرين من الشهر المقبل بات خيارا مرجحا. كما تفيد هذه المعلومات بأن اتصالات سياسية ودبلوماسية مكثفة تجري على أكثر من خط إقليمي لتذليل العقبات التي تعترض توقيع اتفاق من هذا النوع.
الرابع والعشرون من نوفمبر المقبل، موعد نهائي للتوصل إلى اتفاق بين طهران والسداسية الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، موعد يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران يتجهان إلى حلحلة الأزمة قبيل حلوله. المعلومات الواردة من عواصم القرار الغربية تفيد بأن احتمال توقيع اتفاق نووي غير نهائي بات مرجحا، كما تفيد بأن اجتماعات الخبراء ستتكثف خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة بهدف تذليل العقبات التي تعترض طريق الإتفاق خصوصا فيما يتعلق بالنفط والعقوبات.
وبالنظر إلى مجمل المؤشرات الإقليمية والدولية يتضح أن التسوية المرتقبة لن تكون بمعزل عن مجمل الإضطرابات العاصفة بالشرق الأوسط، إضطرابات تستشعر كل من واشنطن وطهران ضرورة محاصرتها والحد من تداعياتها. الرئيس الأمريكي باراك أوباما يستصعب توديع عهده الثاني من دون أوراق رابحة تصلح إنتخابيا، يضاف إلى ذلك أن الإدارة الأمريكية باتت تدرك مخاطر الإستمرار في حرب عبثية لا يظهر أن ثمة أفقا واضحا لها، إخفاق الضربات الجوية في الحد من تمدد تنظيم داعش أو القضاء عليه يفرض على أمريكا وحلفائها مسارات مختلفة.
مسارات يشكل التسليم لبقاء الرئيس بشار الأسد وإشراك النظام السوري في عملية برية خاطفة ضد داعش ونظائره أبرز معالمها. رسائل التطمين الأمريكية إلى سوريا وتجدد الحديث عن احتمال العودة إلى بنود مؤتمر جنيف واحد وتبدل الموقف البريطاني فيما يتعلق بعمليات التحالف الدولي مؤشرات واضحة إلى انعطافات منتظرة.
على المقلب الإيراني لا يظهر أن ثمة رفضا للتهدئة وإعلاء صوت السياسة والدبلوماسية، تدرك طهران جيدا أولية وضرورة قلب الصفحات والإنخراط في عملية جديدة من شأنها تبديل المشهد برمته، وقف النزاع الدموي والجلوس إلى طاولة المفاوضات والشروع في إرساء معالم اتفاق سياسي كلها عوامل ستمنح إيران فرصة للترحرح والتقاط الأنفاس. رفع العقوبات وتخفيف حدة التوتر السني الشيعي وإطلاق عجلة الحل في العراق والسماح لسوريا بالعودة إلى نفسها بعض من تلك الإنعاكاسات المرضية على الجمهورية الإسلامية. إنعكاسات من شبه المؤكد أن الحوائل دون تحقيقها لم يتم تجاوزها حتى الآن.