السعودية / نبأ – استمراراً لردود الأفعال على جريمة حسينية المصطفى بالإحساء، ذهب الباحث السياسي فؤاد إبراهيم إلى أن الحادثة كانت متوقّعة، ورأى إبراهيم في حوار مع إذاعة صوت روسيا، بأنّ السلطات السّعوديّة سمحت بالتيار التفكيري وبحرية كاملةٍ، على حد قوله، وأكدت إبراهيم أن السلطات أسهمت في التحريض ضد المواطنين وشجّعت المنابر على إثارة الكراهيات والنيل من المعتقدات، وقال بأنّ ذلك تحوّل في النهاية إلى فعلٍ إرهابي.
إبراهيم أشار أيضاً إلى أن الدولة في السعودية لم تُبادر إلى إصدار قرار رسميّ أو قانونيّ بتجريم الكراهية ومواجهة المنابر التي تحرّض على العنف المذهبي، معلّلاً ذلك بأن النظام القائم في المملكة يرعى التيار العام للتفكيريين، وهو ما يتجلّى في المدارس والجامعات، فضلاً عن الجوامع ومنابر الصّلاة الرسمية.
وفي سياق التعليق على ردود الأفعال الرسمية بعد جريمة الإحساء، أوضح القيادي في المعارضة السعوديّة بأنّ النظام حريصٌ على استقرار السلطة الحاكمة، ولا يعنيه في المقابل أمن المواطنين، مشيراً إلى أن بيان هيئة كبار العلماء بشأن الجريمة انتصرَ للسلطة ولأمنها الخاص، وذلك لأن أمن النظام واستقراره يُوفّر استمراراً لنفوذ الهيئة وسلطتها الدّينية.
إبراهيم لم يستبعد استمرار العمليات الشبيهة بما حصل في حسينية المصطفى، مفسّراً ذلك بعدم توقّف الأفكار التحريضيّة في المؤسسات التربويّة وعبر شبكات التواصل الاجتماعي.
وفي موضوع الشّيخ نمر النمر الذي حكمت عليه السلطات بالإعدام في الخامس عشر من أكتوبر الماضي، نفى إبراهيم صدور أمر ملكيّ بالعفو عن الشيخ النمر، مستبعداً العلاقة بين الأنباء التي تحدّثت عن العفو وجريمة الإحساء، في الوقت الذي ذهب فيه إبراهيم إلى وضوح خلفيات الجريمة، ولاسيما بخصوص غياب قانون رسمي يسمح للمواطنين الشيعة – أو لغيرهم من الأقليات الدينية – بممارسة شعائرهم الدينية بحريّة، مؤكدا أن المواطنين دفعوا ثمن إحياء شعائرهم من خلال عشرات الشهداء وآلاف المعتقلين، واستطاعوا بذلك فرض حرياتهم الدينية على أرض الواقع.
إبراهيم توقّع تزايد الغضب الشعبي في الإحساء والقطيف ومناطق أخرى، ما يجعل الكرة في ملعب الحكومة، بحسب إبراهيم الذي انتهى إلى أن الدماء التي سُفكت في الإحساء، وأكثرهم من الشهداء الأطفال، يُحمِّل الدولة السعودية مسؤولية كبيرةً في حال كانت ترغب بالفعل في الحفاظ على الأمن والاستقرار، فأرواح الناس ليست رخيصةً، كما قال فؤاد إبراهيم.