فجأة بتنا أمام فوضى غرائزية على وقع حلم الإمارة الداعشية الممتدةِ من العراق وبلاد الشام نزولاً الى الكويت..
خليطٌ من بقايا النظام الهالك في العراق، ومقاتلين من جنسيات متعدّدة، وطائفيون متأهبون للانخراط في الحروب العبثية تلبية لأجندات مشبوهة..
كلُ الاسئلة والاتهامات حول هوية ومصادر دعم داعش توقفت حين تغيّرت جبهةُ المواجهة، وهويةُ الضحايا، وإن كان لا تزالُ قلةٌ من المسكونين بنظرية المؤامرة تصرّ عن عمد وسوءِ طويّةٍ على ربط ما قام به داعش بإيران لأسباب باتت معروفة، وأبرزُها صرفُ الانتباه عن المتورط الحقيقي..
وحين نسمّي الاشياءَ بأسمائها فإن داعش كما جبهةُ النصرة والجبهةُ الاسلامية في سوريا وكلُ التنظيمات القاعدية أو القريبةِ منها فكراً وسلوكاً تستلهم من الوهابية رؤاها ومواقفَها العَقدية. لا يحتاج الأمر الى جهد استثنائي، فمن يعود الى الأدبيات الدينية لهذه التنظيمات وبحسب المواقع الرسمية الناطقةِ باسمها يجد ذلك جليّاً، ما يعني وبوضوح تام وبصراحة شديدة أن الحلَ يكمن في إصلاح شاملٍ وجذري للمنابع الايديولوجية لهذه التنظيمات، والا فإن العاطفة الداعشية المتفشيةَ ليست سوى دليل على أن داعش وأخواتِها نباتاتٌ ضارةٌ ولكن برعاية محلية فكريةٍ ومالية..