أخبار عاجلة

احداث ليبيا تفضح دور السعودية وقطر التخريبي

لسنا هنا بصدد مناقشة ما يجري في ليبيا، او تاييد موقف جهة ليبية ما ضد جهة اخرى، بل سنحاول القاء حزمة ضئيلة من الضوء على الدور المخرب لدول اقليمية سمحت لنفسها ان تتدخل بشكل سافر في شؤون ليبيا.

ان ما يجري في ليبيا اليوم، هو حصيلة التدخل الغربي والاقليمي في شؤون هذا البلد، الذي تعصف به الفوضى منذ عام 2011، عندما اسقطت قوات الناتو بمساعدة دول اقليمية مثل السعودية وقطر وتركيا نظام العقيد معمرالقذافي، حرصا على الديمقراطية والتعددية وحقوق الانسان!!

ومنذ عام 2011 ونحن نسمع انباء تاتينا من ليبيا كاختطاف رئيس الوزراء ووزراء، ومحاصرة وزارات من قبل مجموعات مسلحة، ومهاجمة البرلمان، وتصدير النفط الليبي من موانئ ليبية دون علم الحكومة، و وجود حكومتين في آن واحد، واخيراً ضابط متقاعد هو اللواء حفتر، الذي يعتبر نفسه المنقذ لليبيا من العصابات التكفيرية والاجرامية!!

الكثير من المحللين السياسيين حملوا بعض الدول الاقليمية وفي مقدمتها تركيا والسعودية وقطر والامارات مسؤولية الفوضى والكوارث التي تشهدها ليبيا والتي جعلت من هذا البلد، بلدا فاشلا بمعنى الكلمة، بسبب دعم هذه الدول للمجموعات المسلحة التي ترفض التأقلم مع منطق الدول رغم مرور سنوات على سقوط القذافي، فقطر وتركيا تدعم المجموعات المحسوبة على الاخوان المسلمين بينما السعودية والامارات تدعم المجموعات المسلحة التي تناصب المجموعات الاولى العداء، حتى وجدت، اي السعودية، ضالتها باللواء المتقاعد خليفة حفتر و وظفت كل امكاناتها لدعمه ضد المجموعات الاخرى التي تدعمها تركيا وقطر.

وفي خضم الصراع الدموي بين المجموعتين المدعومتين من تلك الدول، دفع وما زال يدفع الشعب الليبي ضريبة كبرى من استقلاله وسيادته وامنه، دون ان تلوح في الافق بوادر انفراجه، بسبب اصرار الجهات التي تقف وراء المتقاتلين على طرد الخصم من الساحة الليبية حتى لو ادى ذلك الى دمار ليبيا وتشريد شعبها.

وآخر فصول هذا الصراع الدامي بين السعودية والامارات وقطر وتركيا، على الساحة الليبية، كان البيان الذي صدر ليل السبت 22 حزيران/يونيو عن اللواء خليفة حفتر وهدد فيه كل الأتراك والقطريين الموجودين في شرق ليبيا على مغادرة ليبيا متهما الدولتين بدعم الارهاب.

ودعا حفتر كل مواطني تركيا وقطر الى مغادرة ليبيا في غضون 48 ساعة وإن المهلة بدأت ليل السبت، محذرا ان قواته غير مسؤولة عمن يحملون هاتين الجنسيتين على الأراضي الليبية.

وكما قلنا لسنا هنا بصدد الوقوف مع جهة ضد اخرى، بل للكشف عن الدور التخريبي الذي تقوم به الرجعية العربية في منطقتنا بنسخها السعودية والقطرية والاماراتية، في داخل الدول العربية والاسلامية الاخرى، رغم الاصرار الوقح لمسؤولي هذه الدول على رفض الاتهامات لها بالتدخل واعتبارها "مضحكة" ، كما ورد على لسان وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل وهو يرد على بيان الحكومة العراقية الذي اتهم السعودية بالتدخل في شؤون العراق.

الحقيقة ان من المؤسف جدا ان تتحكم مشايخ وامارات النفط في الخليج الفارسي بمصائر دول وشعوب في منطقتنا، عبر شراء الذمم، وعبر نشر فيروس الوهابية في المجتمعات العربية والاسلامية، وفي نفس الوقت، تسخر من هذه الدول، عبر نفيها الصلف لاي تدخل في شؤونها، وهي تعرف ان الجميع يعرف انها تكذب.

نقول، اذا كان التدخل السعودي في شؤون ليبيا، البلد العربي الذي لا تربطه مع السعودية حدود، ولا يوجد فيها للعدو الوهمي للوهابية التكفيرية المريضة وهو "الشيعة"!!، بهذا الشكل الفاضح، ترى كم هو حجم التدخل السعودي في العراق اذا؟، لاسيما ان العراق تربطه بها حدود مشتركة بالاضافة الى وجود الشيعة في العراق!!، بالتاكيد سيكون اضعاف حجم التدخل السعودي في ليبيا، والا كيف يمكن لمجموعة من التكفيريين من زمرة "داعش" الوهابية، ان تغزو العراق وتحتل مساحات شاسعة من ارضه، لولا هذا التدخل السعودي في شؤون دول المنطقة خاصة العراق وسوريا.

ان احداث ليبيا كشفت للعالم اجمع حجم الدور التخريبي للسعودية والرجعية العربية، في شؤون هذا البلد وفي شؤون البلدان الاخرى، وان قبح هذا الدور التخريبي لا يمكن تجميله او التغطية عليه، بالاعلام النفطي، الذي اخذ يفقد بريقه شيئا فشيئا.

نجم الدين نجيب – شفقنا