السعودية / نبأ – بين تسريبات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والغارات الجوية، أصبحت ليبيا مسرحا جديدا للتحالفات والخلافات الخليجية المصرية على حدّ سواء.
أبرزت صحيفة “لوس انجلوس تايمز” التوتر الجديد بين مصر وقطر حول داعش.
وتقول الصحيفة إن علاقة مصر مع قطر التي كانت قد تحسنت على ما يبدو خلال الأشهر الأخيرة قد أخذت في الفتور مرة أخرى بسبب خلاف حول أفضل طريقة للتعامل مع داعش.
وترى الصحيفة أن المشاحنة الأخيرة بين مصر وقطر تعكر جهود تحسين العلاقات بين البلدين ومنها جهود الوساطة السعودية والتي كانت على إثرها قد أغلقت قطر قناة الجزيرة مباشر مصر.
كما نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالا تحت عنوان “الأزمة المصرية على الحدود الليبية” أشارت فيها إلى تفهمها للمخاوف المصرية من تردي الوضع الأمني على الحدود مع ليبيا حيث يقيم آلاف المصريين وكذلك عن تفهمها أيضا للقلق من التواصل بين الميليشيات الليبية والمقيمة في سيناء.
وحذرت الصحيفة من تورط القاهرة في حرب مع ليبيا والتي قد لا يستطيع اقتصادها تحملَ عبئها.
وفي هذا السياق، نقلت صحيفة مصرية عن مصدر مصري قوله أن القيادة العسكرية المصرية أعطت الأوامر للمقاتلات المصرية بإسقاط طائرات قطرية أو تركية تدخل المجال الليبي.
الصحيفة أوضحت أن القيادة المصرية أصبحت تعتبر أن السماء الليبية مباحة للطيران والقوات المصرية وأنها أبلغت الأمم المتحدة بذلك، فما أظهره الميدان أكدته تسريبات الرئيس السيسي الأخيرة.
التسريبات بين السيسي ومدير مكتبه اللواء عباس كامل أظهرت ما وصفته مواقع معارضة بأنه تواطؤ مصري مع الإمارات وقيادات من النظام الليبي السابق.
وكشف التسجيل الذي يعود إلى شهر يناير 2014 – عن تنسيق غير معلن بين قيادات مصرية، وبين أحمد قذاف الدم، ابن عم حاكم ليبيا السابق معمر القذافي لدعم الانقلاب على المؤتمر الوطني الليبي.
وتؤكد المعلومات أن الدور المصري في ليبيا جاء متأخرا، حيث سبقته دولة الإمارات في العمل على إقصاء الإسلاميين من الحكم وتحديداً بعد انقلاب عام 2013، وتشكيل حلف ساهم بشكل كبير في تمويل حركة اللواء المتقاعد، خليفة حفتر.
وبعد فشل اللواء حفتر في أي تقدم عسكري في مواجهة الحركات المسلحة الإسلامية أصبح النظام المصري والإماراتي في مأزق كبير.
وفي أغسطس 2014 أكدت المعلومات أن القوات المصرية والإماراتية نفذتا غارة جوية ضربت مناطق في محيط عاصمة ليبيا طرابلس واستهدفت تجمعات المجموعات الإسلامية المسلحة في ليبيا.
وبعد مقتل الأقباط في مصر تحوّل الدور المصري في ليبيا إلى العلن، ويؤكد مراقبون أن الإمارات تقف بشكل قوي إلى جانب مصر، خاصة بعد الأنباء التي أشارت إلى قيامها بدعم صفقة طائرات الرافال الفرنسية إلى مصر.
وأكدت تقارير صحفية عربية أن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد الإمارات لعب كذلك دورًا مهمًّا في إقناع الفرنسيين بإتمام الصفقة خلال زيارة رسمية قام بها إلى فرنسا.
بدعم إماراتي، دخلت مصر علنا إلى ليبيا، ليُفتح باب التساؤلات عن الرد القطري وما سيحمله في مستقبل العلاقات الخليجية.