السعودية / نبأ – تتخذ السعودية احتياطات أمنية تحسبا لأي استهداف متوقع من تنظيم "داعش" من الداخل أو الخارج مستقبلا، وفي وقت بات فيه المتطرفون على طرفي المملكة من الشمال والجنوب، بات فيه المجتمع السعودي متأثراً بالفتاوى الجهاديّة التي تطلقها السلطة الدينيّة بشكل ممنهج تبعاً للزمان والمكان إن في سوريا أو العراق أو اليمن أو البحرين. حتّى بات لهذه الدعوات الأثر القوي في الشباب السعودي، الأمر الذي دفع السلطات الرسمية للقيام بإجراءات وعقوبات قوية على من يتّسم بالإرهاب بعدما إرتدّت السياسة البندريّة على أمن المملكة سلباً.
وكان العاهل السعودي قد أصدر أمراً ملكياً يجرم من يقاتل خارج البلاد من السعوديين، وتحديد عقوبة السجن من 3 إلى 20 سنة، مانحاً مهلة شهر لكل من قام بذلك للتراجع لكيلا تشمله العقوبة. ولكن ذلك بعد أن أصبحت قطعة القماش السوداء هذه محور حديث الأوساط السياسية والاجتماعية،حيث إنتشرت الصور على مواقع التواصل الإجتماعي بهاشتاغ (وسم) "#الداعشيون_بيننا_يا_محمد_بن_نايف".
وتبدو هذه الثقافة المتشددة واضحة في منتدى الدّعاة السعوديين، منها تغريدات عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى وعضو رابطة علماء المسلمين محمد البراك الذي دعا في تويتر لجز رأسي أبا الخيل والمحمود قائلا أنّ "جميع الزنادقة من العلمايين والليبراليين لا ينفع معهم إلاّ جزّ رؤوسهم بل وسحلهم بالشارع"، وكتب أستاذ بجامعة الملك سعود تغريدة أيضاً بهذا المعنى.
وظهرت صوراً كثيراً تبيّن مدى حضور "داعش" في المجتمع والسلطة السعودية، منها صورة لولاية الأحساء بعلم "دولة الخلافة". وأطلق طائفة من المغردين المنسجمين مع هذه الدعاة والفتاوى المتشددة وسم آخر ردّاً على الأول وهو " #التقارب_السعودي_الإيراني "، معتبرين أنّ تنامي الظاهرة الداعشيّة يأتي من نتائج حوار الأديان والتقارب السعودي الإيراني، علماً أنّ الداخلية حذرت في وقت سابق السعوديين والمقيمين في المملكة من عواقب تقديم أي دعم من أي نوع، عن طريق المشاركة في وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي بشتى أنواعها أو التبادل بأي صورة لمضامين تؤيد المنظمات المصنفة إرهابية والتي يضمها الإخوان وحزب الله والحوثيين.
وبرزت قضية مقتل الطبيب السعودي الذي انضم إلى صفوف "دولة الخلافة"، بعد نشر التنظيم الإرهابي تفاصيل عملية الانتحاري السعودي، على صفحة #ولاية_كركوك، وفي إتصال قناة العربية مع أخ الطبيب الإرهابي حول الصور التي برزت يحمل فيها الطبيب علم "داعش"، برر حمل أخيه العلم بالقول "ماذا تريدونه أن يحمل؟ يحمل علم الخميني؟ أم حزب الشيطان؟ أم الصليب؟" معتبراً أنّ أخيه شهيداً.
ويعد السعوديين من أكثر المقاتلين مع التنظيمات المتشددة المتواجدة في سوريا والعراق، ويتركز تواجد أغلبهم في تنظيم ما يسمى بـ"دولة الخلافة" داعش، ما يسمح بنقل الأفكار المتشددة. وأحصت صحيفة "الحياة" منذ مدة قصيرة أيام أسماء جديدة إلتحقت بركب الإنتحاريين السعوديين في الأماكن المضطربة، لكنّ الإجراءات لا تركّز على الخارج، حيث يرى مراقبون أنّ هناك تهاوناً في ملاحقة مواقع على شبكة الإنترنت تخدم القتال في العراق، وحكم مدان بالسجن 7 أشهر لإنشائه عدة مواقع على شبكة الإنترنت كان يبث خلالها أخبار القتال في العراق وأفغانستان, وإرساله عدة رسائل الكترونية لعدد من المواقع لتزويده بالأخبار والمقاطع والفيديو والبيانات لمناصرة المقاتلين في العراق وأفغانستان.
(خاص بالموقع)