جمال كامل – شفقنا
هناك مثل دارج يقول: “عندما يختلف اللصوص حول تقسيم الغنيمة تنكشف السرقة” ، وهذا المثل ينطبق بحذافيره على الحالة التي وصلت اليها الزمر التكفيرية والارهابية من امثال “داعش” و”جبهة النصرة” و “الجيش الحر” في سوريا.
بعد مرور نحو اربعة اعوام على الحرب المفروضة على الشعب السوري، من قبل امريكا و”اسرائيل” والدول العربية الرجعية وادواتهما من الزمر الارهابية، مازال الاعلام الخليجي وفي مقدمته الاعلام السعودي والقطري يردد ذات الاسطوانة المشروخة لتسويق التكفيريين والارهابيين الذين عاثوا ويعيثون فسادا في سوريا ، للرأي العام العربي ، على انهم “ثوار” و “احرار” يقاتلون من اجل الحرية والتحرر والديمقراطية والعدالة وكرامة الانسان ، رغم انكشاف خيوط المؤامرة الجهنمية التي حيكت في ليلا ضد المنطقة وشعوبها.
للاسف وقع الكثيرون في فخ الضجيج الاعلامي السعودي والقطري، عندما كان يقيم الدنيا ولا يقعدها، وهو يغطي انتصارات “الثوار” في الشام لانقاذ “اهل السنة”!! من بطش الجيش “النصيري المرتد”!! ، حينها كان هناك من يحذر بأعلى صوته من المؤامرة التي تستهدف سوريا وجيشها وشعبها ، الا ان هذه الصيحات ضاعت للاسف وسط الضجيج، ووسط قرقعة سلاح “الثوار” و “الاحرار” !!.
لكن بعد مرور بعض الوقت أخذت تتكشف خيوط المؤامرة شيئا فشيئا ، واتضح ان “الثورة” لم تكن الا مؤامرة كبرى ، وان “الثوار” ليسوا سوى مجموعات من المرتزقة جندتهم حكومات رجعية عربية على رأسها السعودية وقطر ، لضرب محور المقاومة الذي اذل اسرائيل واسياد اسرائيل.
عندما كان “الثوار” في بداية امرهم ، كانوا ينفذون ما يطلب منهم بالتفصيل دون ادنى اعتراض ، ولكن وبعد ان تمددوا في بعض المناطق السورية ، وحصلوا على امتيازات ونفوذ ، اخذ بعضهم ينقلب على بعض ، ولم تفلح وساطات السعودية وقطر في لم شمل هذه الزمر التكفيرية التي اخذت تفضح بعضها بعضا، وكل زمرة تتهم أختها بانها تتلقى الدعم من فلان وعلان ، وانها تأتمر بأوامر فلان امير او شيخ او داعية وهابي ، حتى اصبحوا عراة امام الشعب السوري الذي نبذهم جميعا ، واخذ يلتف حول جيشه الذي اثبت انه الحارس الامين لسوريا وشعبها امام غزو شذاذ الافاق.
وآخر فضائح “الثوار” هو مقطع الفيديو الذي نشرته “جبهة النصرة” التكفيرية في سوريا ، والذي يعترف فيه المدعو شريف الصفوري قائد كتيبة “الحرمين”!! في “الجيش الحر” ، بدخوله الكيان الصهيوني خمس مرات لمقابلة ضباط إسرائيليين. ويقول الصفوري في الفيديو إن فصائل المعارضة السورية المسلحة تحصل على الدعم والعلاج من الكيان الصهيوني شرط أن يتم تأمين منطقة السياج، بالتنسيق مع سلطات الاحتلال.
وكشف القيادي في “الجيش الحر” ، أن تل أبيب قدمت له أسلحة مضادة للدبابات وأسلحة خفيفة.
وقد اختطف الصفوري من قبل “جبهة النصرة” التابعة للقاعدة في منطقة القنيطرة، بالقرب من حدود فلسطين المحتلة الشهر الماضي.
بالرغم من ان اعترافات الصفوري لا يضيف شيئا الى حقيقة هذه الزمر الارهابية ، التي باتت معروفة للقاصي والداني ، فمن ذا الذي لا يعرف ان قطر تقف وراء “جبهة النصرة” ، وان السعودية تقف وراء “داعش” ، وان اسرائيل تقف وراء الاثنين معا ، الا ان الشيء المهم الذي كشفت عنه هذه الاعترافات ، هو المدى الخطير الذي وصل اليه التنسيق بين الانظمة العربية الرجعية وبين “اسرائيل” ، بهدف ضرب محور المقاومة.
– المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها –