على مدى اكثر من الف عام، لم يتعرض الاسلام لعملية تشويه ممنهجة ومدروسة، كما يتعرض لها اليوم على يد مجموعة “داعش” الوهابية، عبر ممارساتها الخارجة عن كل ما هو مألوف، حتى لدى اكثر العصابات وحشية في العالم.
الضربات القاسية التي وجهتها “داعش” للاسلام، لا يمكن لملمة تداعياتها السلبية، لا على المدى القريب ولا حتى المتوسط، لعمق الجرح الذي تركته عصابة “داعش” الاجرامية، في روح و وجدان الانسان المسلم وغير المسلم.
ان الجرائم التي تخرج عن نطاق كل منطق، وتتحدى اشرس واخطر نوازع الشر في الانسان غير السوي، التي ترتكبها عصابات “داعش” في العراق وسوريا، ضد المسلمين السنة والشيعة والاكراد والتركمان والمسيحيين والايزديين والصابئة والشبك وغيرهم، وكل من يخالفهم في فعل او رأي، والتفنن الى حد السادية في ممارسات القتل، والتلذذ الشاذ في طريقة ذبح الضحايا، كما طالب بذلك شيخ وهابي من الداعشيين، حيث نصحهم بعدم ذبح الضحية كما تذبح الخراف، ولابد من حز رقبة الضحية بطريقة بطيئة والتلذذ بعملية الحز، عندها فقط يثاب الذباح على عملية الذبح!!
هذه السادية وهذا الشذوذ وهذا الانحراف السلوكي، من المكونات الاساسية للشخصية غير السوية للدواعش، والتي اسائت كثيرا لصورة الانسان المسلم لدى الاخر ولدى المسلمين انفسهم، فهي لا تقتل فقط من اجل القتل، بل من اجل اللذة والتنفيس عن عقد متراكمة تضرب باطنابها في اعماق هذا النوع من الشخصيات المعقدة والمنحرفة.
الى جانب السادية الداعشية، هناك مكون اخر يعتبر من ابرز المكونات التي تشكل هذه الشخصية المريضة، الا وهو الشبق الجنسي والميل الشاذ غير السوي نحو المرأة، رغم انها كائن وضيع وشرير والسبب الاول والاخير في الفساد الذي يلف المجتمعات، وفقا لفقه الوهابية وادبياتها، فالوهابية ورغم انها تتعامل في العلن باستعلاء مع المراة وتتجاهلها ولاتذكرها الا بكل سوء وتحملها كل شرورالعالم، الا ان الغريب والملفت ان المراة في الواقع تشغل كل خلية من خلايا الادمغة المريضة والشاذة لمشايخ الوهابية، و ل”داعش” النسخة العملية للوهابية، فرغم كل شعاراتها حول تطهير المجتمعات الاسلامية من الرذيلة، والرذيلة في قاموس الوهابية هي المراة، نراهم يتكالبون على رمز الفساد والشر والرذيلة هذا، ويتفننون في الوصول اليه حتى لو داسوا على الدين كله.
ما تم الكشف عنه لحد الان عن مواخير الشبق والشذوذ الجنسي لدى الدواعش، والمعروف بالفقه الوهابي بجهاد النكاح، والذي اساء للمرأة بوصفها صنو الرجل ونصف المجتمع، لم يكن الا قمة الجبل الجليدي، للهوس المرضي لهذا النوع من اشباه الرجال، الذين بيضوا صفحات الشركات الاوروبية والامريكية والاسيوية المنتجة للافلام الاباحية القذرة، فمن بين ما تم الكشف عنه في بعض المناطق السورية التي تم تحريرها من “داعش”، جداول ملصقة على ابواب غرف صغيرة ذات سرير واحد مرفقة بحمام، تُبين وبدقة عدد الساعات التي يجب ان يقضيها “المجاهد”! مع المراة “المجاهدة”!، التي وضعت جسدها في خدمة المشروع “الجهادي” الداعشي، وكشفت ان بعض النساء صاحبات العقيدة الراسخة في “جهاد النكاح”، رابطن وبقوة في “خندق النكاح”، و”جاهدن” في اليوم الواحد مع عشرة “مجاهدين” او اكثر!!، وفقا للوثائق التي تم الكشف عنها من قبل وسائل اعلام محايدة، واعترافات بعض “مجاهدات النكاح ” انفسهن، بعد نجاحهن من الهرب من جحيم مواخير “داعش”، حيث كشفن عن قضايا مرعبة، حول تصرفات وممارسات شواذ “داعش” معهن.
ولما كان الشبق الجنسي لمجاهدي “داعش” اكبر من طاقة مجاهدات النكاح، فرضت “داعش” على المدن والقصبات والقري التي “فتحتها”!! في سوريا والعراق، ان تقدم لوائح باسماء الفتيات والمطلقات فيها، الى لجان خاصة تم تشكيلها لهذه الغاية ليتم توزيعهن على “المجاهدين” عند الحاجة “الجنسية”، كما قامت بانشاء اسواق “للغلمان والإماء”!!، ووضعت اسعارا للسبايا من الفتيات والنساء !!، وفقا لجمال وصغر سن “الجواري”!!، وقد تم استثناء “المجاهدين” من الدفع، اذا رغبوا في اي فتاة!!
جميعنا ينكر مثل هذه الممارسات، لانها ببساطة تتعارض مع الدين والقيم الاسلامية والانسانية، الا انها جزء اصيل من شخصية الداعشي المتشربة بالفكر الوهابي الجاهلي، فهذا الفكر كالفيروس، يكفي ان يجد البيئة المناسبة حتى ينتشر ويتكاثر، وليس من بيئة انسب لهذا الفيروس من المرضى والشاذين جنسيا، فمن منا لم يسمع بالوهابي الذي افتى باقتناء كل رجل خمسين فتاة سورية كمُلك يمين وكإماء؟، ومن منا لم يسمع عن شراء حرائر سوريا في مخيمات اللاجئين من قبل خليجيين شبقيين؟، من منا لم يسمع عن رضاع الكبير؟، من منا لم يسمع بحرمة ان تبقى الفتاة مع ابيها دون وجود الام؟، من منا لم يسمع بفتوى السماح للزوج بمعاشرة زوجته أثناء الاستحاضة؟، من منا لم يسمع بأحقية الزوج في عدم وجوب الدفاع عن العرض إذا ظن أنه سوف يقتل على يد المعتدين الذين يريدون الاعتداء على زوجته حفاظا على حياته؟، من منا لم يسمع بحرمة قيادة السيارة للمراة؟، من منا لم يسمع بجواز الزواج من الفتيات القاصرات حتى لو كن في سن الطفولة، أي من تسع سنوات فما فوق، طالما كانت تستطيع “تحمل عبء الممارسة الزوجية”؟، فهذه الفتاوى الجنسية الشاذة للوهابية وغيرها الكثير، هي التي انتجت لنا شواذ “داعش” و المجموعات التكفيرية.
هذه الفتاوى، وان كان الانسان السوي لايقف عندها لسخفها وتعارضها مع الفطرة الانسانية، الا انها تتحكم في سلوك وممارسات الانسان الشاذ والمنحرف والاخرق، لانها ببساطة تتلائم مع تركيبته النفسية وتحفز فيه نوازعه الشاذة، لا سيما انها صادرة عن كبار مشايخ الوهابية !! في السعودية ومصر وتونس والمغرب وبلدان اخرى.
من المؤسف ان تشوه صورة الاسلام بهذا الشكل الفظيع، على يد مجموعة من المشايخ!! المأفونين والمسكونين بالجنس، ومجاهدين !!، هدفهم الاول والاخير رقبة يحزوها بلذة، وممارسة جنسية، تأنفها الضواري والوحوش، بينما اغلب علماء الامة، بين منتقد عن استحياء، وساكت عن خوف، ومتفرج غير مبال.
* نبيل لطيف – شفقنا
(المقالة تعبر عن رأي الكاتب، وهيئة التحرير غير مسؤولة عن فحواها)