وعن تفاصيل الرحلة إلى اليمن يقول البرقاوي على لسان الجزراوي: «كنا مجموعتين ينقلنا المهرب من حدود (الحرمين) إلى داخل اليمن، حيث وصلت المجموعة الأولى إلى اليمن، أما أنا ومجموعتي المكونة من ثمانية أشخاص فقطعنا مسافة 15 كيلو مترًا مشيًا على الأقدام وعبرنا جبالاً ووديانًا، ثم كشفتنا قوات حرس الحدود السعودية قبل وصولنا إلى الحدود اليمنية، فهرب المهرب وتركنا وحدنا وقمنا بالهروب».
وأشار الشاب السعودي إلى أن المجموعة اختبأت داخل أشجار كثيفة، وهو ما أدى إلى اختفاء اثنين من رفاقه فأصبح عددهم ستة أشخاص، ظلوا مختبئين يومًا كاملاً قبل أن يتواصلوا مع المنسق في السعودية، وأخبرهم بأنه سيرسل إليهم مهربًا آخر لاستكمال الرحلة.
في قبضة الأمن اليمني
ويتابع: «اتصل بنا رقم هاتف يمني فإذا به المهرب الجديد، الذي شرحنا له القصة كاملة، فإذا به يتصل بالمهرب القديم الذي حدد له المكان الذي تركنا فيه، فجاء لنا المهرب الجديد ومعه خمسة أشخاص أدخلونا الحدود اليمنية ولكن قوات الأمن اليمنية ألقت القبض علينا فتوقعنا أن يسلمونا للجهات الأمنية، ولكن قال لنا المهرب أعطوهم مالاً يطلقوكم وتسلموا فأعطيناهم قرابة 1500 ريال فأطلقونا ثم نقلنا المهرب بالسيارة إلى إخوتنا في المجموعة الأولى».
وأضاف الجزراوي أنهم التحقوا بالمجموعة المتواجدة باليمن، حيث وصل عددهم إلى قرابة 14 شخصًا، وأنهم مكثوا في اليمن أسبوعين ينتظرون قاربًا لينقلهم بالبحر إلى السودان.
رحلة الموت في البحر الأحمر
ووصف الشاب السعودي رحلة عبور البحر بـ«الصعبة»، قائلاً: «قال لنا المهرب إن القارب كبير وحديث، وكل يوم يُقال غدًا سوف يأتي القارب انتظرنا أسبوعين ثم في إحدى الليالي، جاء القارب وتجهزنا للسفر إلى السودان فنقلتنا السيارة إلى شاطئ البحر في الليل، ثم مشينا في الماء على الأقدام حتى وصلنا إلى قارب صغير أثار اندهاشنا، فقال لنا المهرب إن القارب متواجد عند الجزيرة، فركبنا القرب الصغير وتحركنا حتى وصلنا الجزيرة، وفي الفجر نقلنا القارب الذي قال لنا إنه حديث وبدا قديمًا وليس كبيرًا وإنما قارب صيد سمك، ركبنا وخضنا البحر الأحمر في رحلة ثلاثة أيام على قارب نتوقع أن نغرق بسبب الأمواج وقدمه».
«الرعب كان سيد الموقف أعلى القارب القديم المتهالك خاصة عندما مرت سفينة حربية بجوارهم»
وأشار الجزراوي إلى أن الرعب كان سيد الموقف أعلى القارب القديم المتهالك، نظرًا لخوف البعض من الغرق ولا يجيد السباحة، بينما يتغذون على «بسكويت» فقط مع قليل من الماء، لعدم وجود مكان لقضاء الحاجة، لافتًا إلى أنهم كانوا ينامون وهم جلوس وممسكين بالحبال خوفًا من السقوط، وإذ بسفينة حربية تمر بجوارهم فيزداد الربع إلى قلوبهم، حيث أغلق القارب الأنوار وكاد القارب أن يغرق نظرًا للأمواج القوية والعالية.
وبحسب رواية البرقاوي، فقد كان ينتظر المجموعة مهرب في السودان لينقلهم إلى مكان آمن، حيث أقاموا شهرًا هناك إلى أن وجدوا مهربًا ينقلهم عبر الصحراء إلى ليبيا، ويواصل الحزراوي روايته «انتقلنا مع المهرب السوداني في سيارة تيوتا بساط، وكان عددنا 16 أخًا، حيث انضم إلينا أخوة من السودان كنا في ضيق بالسيارة منَّا من جلس فوق كبينة السيارة وممسك بحبل، وبعضنا أقدامه خارج السيارة ولم نحمل معنا كثيرًا من الماء أو الأكل لعدم وجود مكان له في السيارة وانطلقنا نقطع فيافي السودان وصحراءه متجهين لحدود ليبيا نسير بالنهار بالسيارة وبالليل نتوقف للنوم، كان الجو بردًا وبعض الإخوة لم يكن معه بطانية».
وأضاف الشاب السعودي أنهم وصولوا بعد ثلاثة أيام إلى حدود ليبيا، حيث استقبلهم مهرب ليبي وأقاموا في الصحراء 10 أيام، وحفروا خنادق ليناموا فيها بالليل نظرًا لبرودة الجو، قائلاً: «كنا لقلت الزاد نشرب يوميًا فقط علبة ماء وبسكوت واحد».
اعتقال الجزراوي
وأوضح البرقاوي أن أربعة ليبيين يستقلون سيارتين استقبلوا الجزراوي ونقلوه إلى بنغازي، حيث مكث في ليبيا شهرين من أجل التدريب على السلاح والحصول على جواز سفر إلى سورية قبل إلقاء القبض عليه وسجنه لمدة شهر، لافتًا إلى أنه أطلق سراح الشاب بعدما هدد تنظيم «داعش» الجهة التي اعتقلته.
الجزراوي شارك في أغلب معارك بنغازي، حيث كان ممن فخخ مبنى المديرية الأمنية في بنغازي
وأشار إلى أن الجزراوي بايع تنظيم «داعش» في ليبيا وتدرب على أغلب الأسلحة الخفيفة والثقيلة «فك وتركيب ورماية (23 و14.5 ودوشكا)، وعلى سلاح البيك والآر بي جي والكلاشن والمسدس وتخصص في تصنيع وتفخيخ السيارات وصنع العبوات الناسفة ليصبح في سرية التفخيخ الخاصة».
واختتم أبوالوليد البرقاوي: «فكم من سيارة مفخخة جهزها وكم من عبوة صنعها، شارك في أغلب معارك بنغازي، كان ممن فخخ مبنى المديرية الأمنية في بنغازي وأسقط بنيانها على الأرض».
وكشف أبوالوليد البرقاوي أن الشاب السعودي قتل في أحد معارك بنغازي.
(الوسط)