في ظل القمع الممنهج.. “مؤتمر مكافحة الفساد” يلقي المسؤولية على “المجتمع المدني” و”الإعلام”

السعودية / نبأ – اختتمت اليوم في العاصمة الرياض، جلسات المؤتمر الدولي لمكافحة الفساد المقامة في فندق انتركونتيينتال، تحت عنوان "مكافحة الفساد مسؤولية الجميع"، وافتتحت أمس في حفل رعاه أمير الرياض الأمير فيصل بن بندر نيابة عن الملك سلمان بن عبدالعزيز.

وناقشت الجلسة الأولى التي رأسها نائب وزير الثقافة والإعلام عبدالله الجاسر الإعلام ودوره في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد، وشارك فيها وزير الإعلام السوداني السابق علي شمو، وعميد كلية الإعلام والاتصال بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية عبدالله الرفاعي، ومدير عام قناة العربية تركي الدخيل. 

شمو أكد خلال ورقته أن محاربة الفساد مسؤولية المجتمع المدني، بالإضافة إلى أن قادة المجتمع وأصحاب الرأي والشورى هم المسؤولون عن القيام بمهمة حماية المجتمع من الفساد والانحراف، وينطبق هذا على المجتمعات والثقافات الأخرى التي تستند إلى حضارات وثقافات وأديان سماوية أخرى، لذلك فإن عالمية المسؤولية محاربة الفساد مبدأ يقره الجميع وتبقي تفاصيل المعالجات مسؤولية المجتمعات التي ترتبط بنظام قيمي معين وأسلوب للحياة يخصها وتديره وفق نظامها الاجتماعي.

بينما تناول الرفاعي في ورقته "الإعلام الجديد ودوره في تعزيز النزاهة ومكافحة الفساد" بين فيها أن جهود كشف الفساد تمثل وظيفة إعلامية أساسية تقوم بها وسائل الإعلام لخدمة المجتمع، كما أن التغيرات في مجال الاتصال الجديد عبر فهمه في هذا الدور وفق متغيرات عالمية وإقليمية عززت هذا الأثر وأكسبته انتشارا واسعا.

بدوره تطرق مدير عام قناة العربية تركي الدخيل في ورقته لدور الصحافة في تأصيل قيم النزاهة ومكافحة الفساد إلى دور الإعلام في كشف الفساد وإيجاد توعية جماهيرية في المملكة على وجه الخصوص مع مقارنة أدوار الإعلام في بعض الدول العربية والعالمية.

بينما استعرضت الجلسة الثانية التجارب الدولية في مكافحة الفساد.

وتسائل مراقبون على كيفية محاربة الفساد في السعودية وهي تتعامل مع الإعلام الحر (الغير رسمي) على أنه خطر محدق يتهددها؟

ولفت المراقبون أنّ للإعلام الحر والصريح دور كبير في مكافحة الفساد، على اعتبار أنها تمثل السلطة الرابعة في المجتمع وبالتالي فهي تشكل سلطة شعبية تعبر عن ضمير المجتمع وتحافظ على مصالحة الوطنية.

وإعتبر المراقبون أنّ الإعلام الرسمي والمحلي الخاضع لرقابة صارمة لا يمكن أن يرتقى إلى إن يمثّل"بلاغاً اجتماعياً" لها للتحرك والتحقيق ضد المفسدين ولذلك تحولت أجهزة الدولة إلى مجرد مؤسسات شكلية في المجتمع لا تغنى ولا تسمن من جوع والفساد يمر من تحتها ومن فوقها.

وفي السياق، أقام جهاز المباحث العامة  في وقت سابق مؤتمرا او ورشة عمل في وقت سابق من هذا الشهر تحت عنوان دور الاعلام في الامن الاسبوع الماضي.ويعاني جهاز المباحث فشلا ذريعا امام عشرات الالاف من المواطنين الذين يرتادون مواقع التواصل الاجتماعي ويشاركون فيها حيث يعتبرونها المنفذ الوحيد الذي يستطيعون عبره التعبير عما في داخلهم تجاه القضايا العامة التي تخص البلاد.

ويتعاطى السعوديون مع مواقع التواصل الإجتماعي _التي وصفها مفتي السعودية بـ”منابع الشر”_  على أنها "الملاذ الأخير"، فيما يرى مراقبون أن هذه المواقع باتت من السبل القليلة التي يمكن للسعوديين من خلالها التعبير عن آرائهم ومناقشتها دون "وصاية"، ولهذا تصدّرت السعودية دول العالم في نسبة المستخدمين النشطين لأحد أهم مواقع التواصل الإجتماعي “تويتر”، الذي يحفل بانتقادات كثيرة حادة للأوضاع العامة في المملكة، ويتفاعل السعوديون في العديد من قضاياهم سواء كانت سياسية أو اجتماعية أو حتى دينية.

من جانب آخر أطلق الإعلام السعودي الأسبوع الماضي حملة مضادة للمنظمات الدولية بالتزامن مع انعقاد مجلس حقوق الإنسان في جنيف.