قطر / نبأ – وصل أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثاني» أمير إلى أنقرة قادما من الدوحة، للمشاركة في مراسم تنصيب «رجب طيب أردوغان» رئيسا الجمهورية التركية المنتخب حديثا، وذلك تلبية لدعوة من «أردوغان».
وكان «بولنت أرينتش»، نائب رئيس الوزراء التركي قد أكد في حديث صحفي أمس أنّ قطر وتركيا تجمعهما علاقات سياسية ممتازة بنيت على أساس الروابط التاريخية والثقافية القوية، وقال إنّ بلده تنظر إلى قطر نظرةَ الشريك المتعاون في المنطقة، وتعتبر أنّ أمن واستقرار دول الخليج جزء من أمنها واستقرارها.
اللقاءات والاتصالات الوثيقة لم تنقطع بين قيادتي قطر وتركيا وكانت في أعلى مستوياتها. ويفيد المسئولين في البلدين أن هذه الاتصالات في الأساس تتيح فرصة تنميةِ العلاقات وتعزيزِ التشاورِ حول المواضيع الإقليمية المختلفة.
وقد زار الأمير «تميم» تركيا مرتين خلال هذا العام، فيما زار «أردوغان» الدوحة في 2013 مهنئا الأمير بولايته الجديدة، ولم تنقطع زيارات الوزراء والمسئولين في البلدين خلال الفترة الماضية لا سيما رئيس الوزراء الجديد ووزير الخارجية السابق «أحمد داود أوغلو».
وترى تركيا أن دول الخليج تمثّل الاستقرار والتطور الموجود على جانبي سلسلة الصراعات والأزمة التي تشهدها المنطقة.
وقد كثفت تركيا وقطر تنسيقهما في الآونة الأخيرة حول عدة ملفات إقليمية مثل القضية الفلسطينية وخاصة فيما يتعلق بجهود وقف العدوان على غزة، والتطورات الحاصلة في سوريا والعراق.
وفي رسالة واضحة قال «أرنتش»: «نحن نعتبر أنّ أمن واستقرار دول الخليج وقطر جزء من أمننا واستقرارنا، وننظر إلى علاقاتنا مع دول الخليج – وخاصة مع قطر- من زاوية استراتيجية. إنّ آلية الحوار الاستراتيجي رفيع المستوى التي تأسست في عام 2008 بين تركيا ومجلس التعاون الخليجي تُشكّل البنية المؤسسية لمشاوراتنا السياسية ولتعاوننا الثنائي، ونحن نسعى جاهدين إلى تطوير علاقاتنا في المجالات العسكرية والصناعات الدفاعية، والاقتصادية والاستثمارية والمالية والمصرفية، والزراعية، وفي مجالات الطاقة والسياحة والثقافة والتعليم، وتعزيز علاقاتنا السياسية التي تسير بشكلٍ ممتاز».
وفي الرسالة السابقة إشارة واضحة أن تركيا وقطر تسعيان لتطوير علاقتيهما بقدر أكبر ربما يكون أقرب إلى التحالف منه إلى التنسيق المشترك خاصة في ظل استمرار الأزمة الخليجية بين قطر والسعودية المتوترة علاقاتها مع تركيا أيضا.
وتتعدى العلاقات الثانئية بين تركيا وقطر الرؤى السياسية المشتركة إلى الشراكة الاقتصادية، حيث يوجد حاليا 60 شركة تركية في السوق القطري باستثمارات تبلغ 5.13 مليار دولار نصفها في مجال المقاولات.
ويضاف لما سبق دخول البلدين في خط جديد من التعاون وهو مجال الصناعات الدفاعية، إذ يعتبر مجالا جديدا للتعاون بين قطر وتركيا.
مما لا ينبغي أن يغفل هنا أيضا أن تركيا قد استثنيت من الدعوة لحضور اجتماع أصدقاء سوريا الذي نظمته السعودية مؤخرا في حضور مستغرب لمصر بالرغم من أن تركيا تحتضن أكثر من مليون لاجئ سوري وعلى تماس مباشر بالأزمة السورية، لكن تركيا على خلاف مع السعودية في الملف السوري والمصري من جهة فيما تشترك في المواقف مع الدوحة من جهة أخرى.
تشير دلالات زيارة أمير قطر للدوحة ومشاركته للاحتفال بتنصيب «أردوغان» رئيسا إلى أمور مهمة، وهذه أول مرة تتم بها عملية التنصيب بحضور رؤساء وأمراء إذ كانت في السابق تقتصر على مراسم تقتصر على أعضاء البرلمان التركي، ويعتقد أن من ضمن هذه الدلالات أنها رسالة تركية قطرية مشتركة أن البلدين سيسيران على نفس سياستيهما تجاه ملفات المنطقة وبدا واضحا في المفاوضات التي جرت في باريس فيما يتعلق بالعدوان الاسرائيلي على غزة، أو تلك التي تدور خلف الكواليس.
والرسالة الأهم أنه في حال تعرضت مصالح أي بلد منهما لمخاطر عدم الاستقرار فإن البلد الآخر لن يتخلى عنه وسيسخر كل إمكاناته للدفاع عنه.
(أنس محمد، الخليج الجديد)