النقاشات التمهيدية لإجراء محادثات السلام بين حكومة هادي و”أنصار الله” تسير على قدم وساق

اليمن / نبأ – أكدت الحكومة اليمنية الموالية للسعودية، استعدادها للمشاركة في مفاوضات مع حركة أنصار الله (الحوثي) برعاية الأمم المتحدة من أجل إنهاء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، وذلك حسب ما أفاد المتحدث باسم الحكومة راجح بادي.

وقد رحبت السعودية التي تقود التحالف المُعادي لليمن، بقرار الحكومة اليمنية التي تتخذ من الرياض مقرا لها.

وأعلنت الأمم المتحدة، مساء الأحد، أن جولة جديدة من المحادثات السياسية بين طرفي الصراع في اليمن، ستنطلق في مدينة جنيف السويسرية بنهاية شهر أكتوبر/تشرين الأول الجاري، آملة في أن تنجح المحادثات الجديدة في إنهاء الصراع في اليمن.

وكتب مبعوث الأمم المتحدة لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد، على حسابه في "فيسبوك"، مساء الأحد، أن "جولة جديدة من المحادثات اليمنية برعاية الأمم المتحدة ستنطلق في جنيف في نهاية الشهر الجاري".

واعتبر ولد الشيخ أن عودة الأطراف اليمنية للمحادثات من جديد، تعد "بارقة أمل"، لإنهاء الحرب في اليمن، التي دخلت شهرها الثامن.

ووافقت الحكومة اليمنية، الموالية للرئيس عبد ربه منصور هادي، أمس، على المشاركة في جولة جديدة من المحادثات مع حركة "أنصار الله"، الذين أعلنوا رسمياً موافقتهم على تنفيذ قرارات الأمم المتحدة حول اليمن، خصوصاً القرار 2216 الذي يطالبهم بالانسحاب من المحافظات وتسليم السلاح.

وأعلنت الأمم المتحدة أن نحو 5 آلاف يمني، قتلوا منذ بدأ "التحالف"، الذي تقوده السعودية، في شن حملة عسكريةعلى اليمن، قبل أكثر من 7 شهور.

وكان مصدر من الأمم المتحدة أكد لوكالة فرانس برس أمس الأحد أن النقاشات التمهيدية لإجراء محادثات السلام “تسير على قدم وساق” إلا أن عقْد هذه المحادثات “لم يتأكد” بعد، مضيفا أنه يجب “الانتظار يومين أو ثلاثة أيام” لتصل هذه النقاشات إلى نتيجة حاسمة.

وكانت الحكومة اليمنية التابعة للسعودية تشترط حتى الآن أن يوافق أنصار الله وحليفهم الرئيس السابق علي عبدالله صالح على قرار مجلس الأمن 2216 الذي ينص على الانسحاب من الأراضي التي سيطروا عليها في 2014، لاسيما العاصمة صنعاء.

من جهته، وجّه الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح، رئيس المؤتمر الشعبي العام، رسائل عديدة منها ما هو مباشر، ومنها ما هو مبهم إلى جميع الأطراف المتدخلة في الأزمة اليمنية، سواء على الساحة الداخلية أو الإقليمية وحتى الدولية. 

ومغزى هذه الرسائل، وفقاً لبرنامج "ما وراء الحدث" على راديو سبوتنيك، يأتي من ردود فعل الشعب اليمني خلال بث اللقاء وما بعده، حيث خرج أعداد كبيرة من أبناء العاصمة صنعاء إلى الشوارع التي نصبت فيها شاشات كبيرة لعرض هذه المقابلة، تعبيراً منهم عن دعمهم لما تقدم به الرئيس صالح. 

ولم يكن هناك أي ردة فعل سلبية من حركة "أنصار الله" على ما جاء على لسان الرئيس صالح، ما يعني أنهم إلى حد ما يتفقون مع الطروحات التي طرحها، وعلى طريقة التسليم أو التفنيد الذي تقدم به صالح بما يخص المرحلة الحالية التي يعيشها اليمن معتمداً على أحداث تاريخية، وموجهاً إلى الأسلوب المطلوب للتعامل مع الأزمة اليمنية، في الفترة اللاحقة، من أجل الوصول إلى صيغة من شأنها أن تتجه باليمن إلى بر الأمان، ولم يتحدث عن إقصاء هذه الجهة أو تلك، لا بل دعا بشكل أو بآخر إلى أن يتم العمل بالتوافق بين جميع الأطراف، وأكد على جدية مساهمته في هذه العملية، من خلال أن يقدم مبادرة جديدة تكون النواة الحقيقية للحل، ولكنه اشترط أن يكون هناك وقف فوري ومباشر من قبل التحالف السعودي.وأنهارت أول محاولة لإجراء محادثات سلام في جنيف في يونيو بين القوات الموالية للحكومة التابعة للرياض وأنصار الله حتى قبل أن يجلس الطرفان في الغرفة نفسها.

والشهر الماضي رفضت الحكومة اليمنية التابعة لهادي المشاركة في محادثات بوساطة الأمم المتحدة في سلطنة عمان، وأصرت على ضرورة انسحاب أنصار الله من المناطق التي يسيطرون عليها.