نبأ – تصعيدٌ إسرائيلي في غزة ولبنان، وضعَ السعودية في مشهدٍ دبلوماسي بدا أقرب إلى التجميل السياسي منه إلى الفعل الحقيقي.. إذ تواصل المملكة الترويج لمَا يُسَمّى بــ”حل الدولتَين”، رغم إدراكها التامّ أنّ سياسات الاحتلال الإسرائيلي تقوّض هذا الخيار مِن جذوره.
وبحسب تحليلٍ نشره “المركز العربي واشنطن دي سي”، في 14 مِن أغسطس الجاري، تخشى القيادة السعودية استعداءَ الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وتُفَضّل التماهي مع الموقف الأميركي المُنحاز للاحتلال الإسرائيلي، على أن تُواجهَه بموقفٍ مُستقلّ. هذا التردُد السياسي يُضعف أيّ مبادرة سعودية ويجعلها رهينة لإرادة واشنطن وتل أبيب. فبينما تُواصل الأخيرة اعتداءاتها، تكتفي الرياض بإدانة شكلية لا تغيّر شيئًا على الأرض.
يوليو الماضي شهِدَ مشاركة الرياض في مؤتمر نيويورك، إذ لم يكُن سوى محاولة لتلميع صورة محمد بن سلمان كمُدافِع عن القضية الفلسطينية، في وقتٍ تتسارع فيه خطوات التطبيع مع تل أبيب.
التمسُك السعودي بحَلّ الدولتَين، رغم الرفض الإسرائيلي، يكشف عن انفصامٍ في الرؤية السياسية، في طرحٍ لا يخدمُ سوى أجندة التطبيع ويُفرغ القضية الفلسطينية مِن مضمونها، ليُعاد تدويرها كملف تفاوضي يصبّ في مصلحة الأنظمة لا الشعوب.
قناة نبأ الفضائية نبأ